-A +A
عبده خال
لم يُرد الإرهاب أن يودع شهر الخير إلا بفعل منكر.
هؤلاء الإرهابيون تمددوا على مسطحات الكرة الأرضية، واستشروا كوباء أصاب الناس بالرعب في كل مكان، ففي يومين كان القتلى في تركيا والعراق وكانت الكويت مهيأة لتقبل التعازي في مواطنيها إلا أن العملية الإرهابية تم إفشالها قبل وقوعها.

هؤلاء القتلة أرادوا من تمدد شرهم إشعار العالم بأنهم متواجدون في كل مكان لكي يرهبوا الناس فلا يعود هناك أمان في حل ولا ترحال.
هذا هو الهدف.. عمليات نسف توزع على خارطة العالم فيشعر الناس بأنهم في قبضة هذا الإرهاب البغيض، لذلك لن تنتهي عملياتهم ولن يرضخ العالم لتوحشهم.
ويصبح العالم مجتمعا هدفا.. هكذا تم تحوير رسالة المحبة إلى رسالة بغض وكراهية، وما لم تتم مراجعة الأسس الفقهية التي ينطلق منها هؤلاء القتلة فسوف يظل الإرهاب منبعا مشتهى لكل متشدد.
***
أبناء جدة هم الأكثر دراية بموقع التفجير الذي حدث أمس الأول.
فمعرفة الموقع يشي باستحالة الوصول إليه وإحداث أي ضرر بالممتلكات أو بالأرواح، فيكون السؤال: لماذا أقدمت داعش على إرسائل أحد (الذئاب المنفردة) للقيام بعملية فاشلة تماما؟
والإجابة عن هذا السؤال توصلنا إلى أن مخطط داعش أصبح يستلهم إحداث أي حدث يكون له صدى إعلامي عالميا..
وأن تضحي داعش بأحد ذئابها (كما تحدث التضحية دائما بأفرادها) فسيكون استقبال الخبر أكثر اتساعا من حزام ناسف فجره أحد الأغبياء على مبعدة من سور منيع..
ومن تابع أخبار كيف حدث نسف الإرهابي لنفسه فسوف يعلم أنه لن ولم يتمكن من الاقتراب وإنما أرادت داعش أن تحصد أثر الحادث إعلاميا فقط.
***
كان منظر الإرهابي القاتل لنفسه بليغ الإيذاء على الأبصار، ولو تخيل أي (ذئب) لما يجنيه من تمزيق وتقطيعه إلى أشلاء متناثرة لأدرك أنه هو الضحية، وسوف تستمر الحياة كما تريد أن يكون عليه استمرارها.
***
الإرهاب يقتل الفرحة، ولأن العيد على الأبواب كانت أصابع الإرهابيين ممتدة لتشوه فرحة عالمنا الإسلامي بوجود أناس شوهوا ديننا بما يفعلونه من منكرات متوحشة.