اشتغل الشاعر الفرنسي إيف بونفوا (توفي الجمعة الماضية) على اللغة والجمال والفكر وطوعهم لصالح الشعر والكلمة الخلاقة. ومن خلال الفلسفة والنقد الأدبي والفني والميثولوجيا، طور بونفوا كلمته الشعرية ناحتا استعارات جديدة وأفقا لامتناهيا للمعنى. وبذلك أثرى المكتبة الإنسانية بأعمال شعرية نذكر منها: سائدة أمس الصحراء (1958) وحجر مكتوب (1964). وفي خديعة العتبة (1975) ثم ما كان بلا ضوء (1987) وبداية الثلج ونهايته (1991) والحياة التائهة (1993) والألواح المقوسة (2001) وسلسلة المرسات الطويلة (2008). وفي مجال الترجمة نقل إلى اللغة الفرنسية عددا كبيرا من الأعمال الخالدة لكل من شكسبير وييتس وجون دون وبيتراركا ويورغوس سيفيريس وغيرهم.
ورغم صعوبة شعر بونفوا فقد وصلنا إلى اللغة العربية عن طريق مترجمين مجدين، حاولوا مخلصين توطينه في اللغة العربية ونذكر منهم أدونيس، بول شاوول، عيسى مخلوف، أحمد عبدالمعطي حجازي، محمد لطفي اليوسفي، خالد النجار. كما تمت في 2014 ترجمة مختارات شعرية من طرف بيت الشعر المغربي، الذي منحه بالمناسبة جائزة الأركانة، التي استقبلها الشاعر في معرض الكتاب بالدار البيضاء، بفرح غامر، فتحدت عن تجربته الشعرية قائلا: «هو ذا السر: عندما أصغي إلى الكلمة، الكلمة كما هي، في ماديتها الصوتية أو حتى البصرية، بغض النظر عن المفهوم الذي تنطوي عليه، أعثر فيها لا على التجربة المُمتلئة بحضور الأشياء وحسب، بل أيضاً على الكثير من ذاكرتها. ليست الكلمة أداة فقط للدلالة التي تقوم بتحليلها. إنها، في الآن ذاته، تسمي. وللشعر بذلك مهمّة مَنْحِها القدرة على أن تظهر لنا الأشياء الكبرى البسيطة، تلك الأشياء التي لربّما باستطاعتها بناء مكاننا فوق الأرض.
الحساسيّة الشعرية هي الحدس بهذه السلطة -بهذه الحياة- داخل الكلمات العالية في لغاتنا. الشعر هو العمل الذي به نخلص، عبر الإيقاعات والأصوات، الكلماتِ الأساسية من عبء المفهوم، نهبها القدرة على التعرف، من بين الكلمات التي نتداولها، على تلك القريبة منها، وتبعا لذلك على أصدقائنا، الذين معهم سوف نتمكن من أن نهب هذا المكان معنى وغنى أكبر.
الشعر لا يقول. إنه يجمع ويؤسس، يستقبل في موطن العمق هذا ما يمكنه أن يكون تدريجيا إقامة إنسانية تجمعت أخيرا».
ورغم صعوبة شعر بونفوا فقد وصلنا إلى اللغة العربية عن طريق مترجمين مجدين، حاولوا مخلصين توطينه في اللغة العربية ونذكر منهم أدونيس، بول شاوول، عيسى مخلوف، أحمد عبدالمعطي حجازي، محمد لطفي اليوسفي، خالد النجار. كما تمت في 2014 ترجمة مختارات شعرية من طرف بيت الشعر المغربي، الذي منحه بالمناسبة جائزة الأركانة، التي استقبلها الشاعر في معرض الكتاب بالدار البيضاء، بفرح غامر، فتحدت عن تجربته الشعرية قائلا: «هو ذا السر: عندما أصغي إلى الكلمة، الكلمة كما هي، في ماديتها الصوتية أو حتى البصرية، بغض النظر عن المفهوم الذي تنطوي عليه، أعثر فيها لا على التجربة المُمتلئة بحضور الأشياء وحسب، بل أيضاً على الكثير من ذاكرتها. ليست الكلمة أداة فقط للدلالة التي تقوم بتحليلها. إنها، في الآن ذاته، تسمي. وللشعر بذلك مهمّة مَنْحِها القدرة على أن تظهر لنا الأشياء الكبرى البسيطة، تلك الأشياء التي لربّما باستطاعتها بناء مكاننا فوق الأرض.
الحساسيّة الشعرية هي الحدس بهذه السلطة -بهذه الحياة- داخل الكلمات العالية في لغاتنا. الشعر هو العمل الذي به نخلص، عبر الإيقاعات والأصوات، الكلماتِ الأساسية من عبء المفهوم، نهبها القدرة على التعرف، من بين الكلمات التي نتداولها، على تلك القريبة منها، وتبعا لذلك على أصدقائنا، الذين معهم سوف نتمكن من أن نهب هذا المكان معنى وغنى أكبر.
الشعر لا يقول. إنه يجمع ويؤسس، يستقبل في موطن العمق هذا ما يمكنه أن يكون تدريجيا إقامة إنسانية تجمعت أخيرا».