لم يفق الأمريكيون بعد من حادثة ملهى أورلاندو التي راح ضحيتها 50 قتيلا، إلا وقد أستيقظوا على صدمة مؤلمة أمس (الجمعة) بمقتل خمسة من رجال الشرطة على يد قناصة في دالاس أعلن أحدهم نيته قتل البيض ردا على عنف الشرطة بحق السود. وأدى الاعتداء إلى إصابة تسعة أشخاص، بينهم سبعة من عناصر الأمن.
وقتل ميكا جونسون الرجل الأسود البالغ 25 عاما والمشتبه به الرئيس في المسؤولية عن الاعتداء على يد قوات النخبة، وكشف البنتاغون أنه كان جنديا في القوات البرية الأمريكية وخدم في أفغانستان.
وقالت الشرطة إن الكمين الذي نصب جرى تخطيطه وتنفيذه بعناية. وألقي القبض على ثلاثة أشخاص قبل أن يتوفى رابع نتيجة ما وصفته وسائل إعلام في دالاس بأنه جرح من عيار ناري أطلقه على نفسه بعد مواجهة امتدت حتى أمس (الجمعة). وأعلن البيت الأبيض أن المحققين يستبعدون فرضية الإرهاب في هذه الحادثة العنصرية، في وقت أمر الرئيس باراك أوباما بتنكيس الأعلام خمسة أيام حدادا على عناصر الشرطة. وطالب بإصلاح سلك الشرطة بصورة عاجلة. وبقي القناص الرئيس جونسون مختبئا على مدى ساعات داخل أحد المباني، قبل أن يقتل بواسطة رجل شرطة. وذكر قائد شرطة دالاس ديفيد براون أنه أبلغ مفاوضيه أنه أراد قتل الأمريكيين البيض، خصوصا الشرطيين، وأنه لا ينتمي إلى أي مجموعة، لكنه أفاد قبل مقتله أنه زرع قنابل في كل أرجاء المدينة. وتحدث شهود عيان في مكان إطلاق النار في دالاس، وخصوصا المتظاهرين الذين كانوا محتشدين للاحتجاج على عنف الشرطة، عن لحظات ارتباك وإطلاق نار كثيف وسكان يفرون في كل الاتجاهات. وحسب رئيس بلدية دالاس مايك رولينغز تم توقيف عدد من المشتبه بهم في إطلاق النار بينهم امرأة سوداء، لكنه رفض تحديد عددهم. وقبل إطلاق النار كان المئات تجمعوا في إطار سلسلة من التحركات في مختلف أنحاء الولايات المتحدة للاحتجاج على العنف الذي تمارسه الشرطة بحق السود بعد مقتل رجلين في لويزيانا ومينيسوتا برصاص شرطيين ونشر أشرطة فيديو عن الحادثين شاهدها الملايين. وكان التجمع انتهى عندما سمع الرصاص، وبدا واضحا أن القناصة الذين فتحوا النار مع انفضاض التجمع يستهدفون رجال الشرطة. ودعت وزيرة العدل الأمريكية إلى التهدئة ورفض الكراهية. وقالت «أطلب من جميع الأمريكيين وأناشدهم ألا يدعوا هذه البلاد تنجرف إلى ما حدث هذا الأسبوع».
وفي ذروة الاحتجاجات، نفت «حركة السود مهمة» أن تكون تسببت بصب الزيت على النار. وقالت إنها تكافح من أجل الكرامة والعدالة والحرية، وليس القتل.