-A +A
أحمد عبدالله، محمد حفني (القاهرة)
أجمع سياسيون مصريون على أن وحدة المعارضة الإيرانية تشكل خطوة مهمة لإسقاط نظام الملالي، الذي تفرغ لمغامراته الخارجية والتدخل في شؤون دول المنطقة لزعزعة الأمن والاستقرار بها. وأكدوا لـ «عكاظ» أن قبضة ملالي طهران لن تستمر طويلا.
واعتبر الخبير في الشؤون الإيرانية الدكتور مصطفى اللباد أن تحركات المعارضة الإيرانية تشكل نقلة نوعية من شأنها أن تقض مضاجع ساسة قم، وأن تميد الأرض من تحت أقدام النظام الذي اعتمد على سياسة القبضة الحديدية، منوها بنجاح المعارضة في بلورة وصياغة أجندة كشفت من خلالها ما اعتبره كشف حساب لممارسات نظام قمعي اعتمد على إشعال التوترات وتبديد ثروات بلاده في التدخلات الخارجية في شؤون دول الجوار.

وقال مساعد وزير الخارجية السابق للشؤون الآسيوية السفير حسين ضرار إن الساحة الإيرانية باتت تموج بالغليان من جراء سياسات نظام حكم الملالي الذي انشغل عن تنمية شعبه وتحقيق الرفاهية ومواجهة الأزمات الطاحنة التي يمر بها على مدى العقود الماضية بمغامراته تارة لإنتاج السلاح النووي، وأخرى بالتدخلات في شؤون دول المنطقة والسعي لفرض أجندته التوسعية.
واعتبر وكيل كلية الاقتصاد والعلوم السياسية الدكتور مصطفى علوي أن وحدة المعارضة مرحلة فارقة في تاريخ إيران ومصير نظام الملالي، منوها بما وصفه بــ «قوة شأفة» المعارضة وإدراكها للطريق الصحيح الذي يؤهلها لإسقاط هذا النظام، مشيرا في هذا الصدد إلى الدعم الدولي الذي تتمتع به تحركات المعارضة وبعد أن نجحت في تعرية نظام طهران وفضح تدخلاته ودعمه للإرهاب في دور الجوار.
وقال الخبير في الشأن الإيراني الدكتور محمد عباس ناجي، إن قوى المعارضة الإيرانية فى باريس كانت محقة في مطالبها بضرورة إسقاط النظام، وما تبعها من المظاهرات التي عمت البلاد في الداخل، بعد فشل نظام «الملالى الإيراني» في علاج الأزمات الداخلية للبلاد سواء الأمنية أو السياسية أو الاقتصادية. وقال إن طهران تتدخل في الشؤون الداخلية لعدد من الدول العربية،سواء في سورية والعراق واليمن ولبنان. وإن «ولاية الفقيه» مازالت تتستر على فشلها الداخلي بدعم نظام بشار الأسد الدموي، وتشريد الآلاف من السوريين.
ولفت ناجي إلى أن هناك معارضة قوية أصبحت اليوم في طهران تقودها قطاعات قوية في الداخل والخارج، من بينهم عدد من الإصلاحيين والمثقفين والتجار، وقطاعات أخرى حيوية داخل الدولة بسبب الأداء السيئ للنظام،الذي تسبب في تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، وهو الأمر الذي ضاعف من حجم الغضب في الداخل، لذلك يسعى النظام لتشديد قبضته في الداخل من خلال الاعتقالات، فضلاً عن التعاون مع التنظيمات الإرهابية العالمية الموجهة للدول المناهضة لها. وكشف أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس الدكتور محمد سعيد عبدالمؤمن، أن هناك ترحيبا إيرانىا داخلىا باجتماعات المعارضة الإيرانية في باريس، مطالباً دول العالم كافة بفتح مكاتب لها في الخارج لكي تعبر تلك القوى عن نفسها خلال الأيام القادمة، خصوصا في ظل تدهور الأوضاع داخل إيران على الأصعدة كافة. وأشار إلى أن هناك أكثر من 50% من سكان إيران يواجهون ظروفاً اجتماعية خطرة، من عدم توفير السكن والغذاء، فضلاً عن الارتفاع الشديد في البطالة وفي الفقر، وهو ما دفع المزيد من الشباب بالتظاهر في عدد من المدن الإيرانية خلال الأيام الماضية لإسقاط نظام مفلس وغير مستقر وغارق في الفساد.