عرفت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي كيف توازن بين الأجنحة المؤيدة للخروج من الاتحاد الأوروبي داخل حزب المحافظين، وتلك الرافضة لهذا الخروج، ما سمح لها بتقديم نفسها مرشحة توافق لقيادة الحزب وترؤس الحكومة.
وأصبحت ماي أمس المرشحة الوحيدة لخلافة رئيس الوزراء المستقيل ديفيد كاميرون، بعد انسحاب منافستها وزيرة الدولة للطاقة اندريا ليدسوم من السباق، فيما أعلن كاميرون أن ماي ستصبح رئيسة للحكومة بحلول غد الأربعاء.
وتعرف ماي بأنها من المشككين في المشروع الأوروبي، إلا أنها فضلت مطلع العام البقاء وفية لكاميرون، وانضمت إلى صفه في الدفاع عن البقاء داخل الاتحاد.
وإذا كان البعض يأخذ عليها افتقارها إلى الجاذبية، فإنهم يقرون لها بكفاءتها ويتهمونها ببعض التسلط، فهي قادرة على أن تكون «حازمة جدا» حسب «الدايلي تلغراف» ما دفع البعض إلى القول عنها إنها «مارغريت تاتشر الجديدة». إلا أنها تبدو أقرب إلى أنغيلا ميركل المستشارة الألمانية، إذ إن والدي الاثنتين قسان وهما محافظتان عمليتان منفتحتان للتسويات ولا أولاد لهما.
وعندما وصفت نفسها، قالت تيريزا ماي «أنا لا أجول على محطات التلفزة، ولا أحب الثرثرة خلال الغداء، ولا أحتسي الكحول في حانات البرلمان، ولا أوزع العواطف المجانية. أنا أقوم بعملي لا أكثر ولا أقل».
النائب المحافظ والوزير السابق كينيث كلارك، قال إنها «صعبة فعلا» فردت على هذا التعليق مازحة «وأول من سيلاحظ ذلك سيكون جان كلود يونكر» في إشارة إلى محادثات الخروج المتوقعة مع رئيس المفوضية الأوروبية».
ولدت تيريزا في أكتوبر 1956 في مدينة ايستبورن، وبعد دراستها الجغرافيا في أوكسفورد وعملها في مصرف إنجلترا دخلت العمل السياسي عام 1986 وانتخبت مستشارة لقطاع ميرتون في لندن.
وبعد فشلها مرتين انتخبت في المرة الثالثة عام 1997 نائبة عن قطاع مايدينهيد المزدهر في منطقة بركشاير .
وخلال العامين 2002 و2003 أصبحت المرأة الأولى التي تتسلم الأمانة العامة لحزب المحافظين. وذاع صيتها عندما ألقت خطابا وصفت فيه المحافظين عندما كانوا متشددين جدا في يمينيتهم، بأنهم «حزب الأشرار - ناستي بارتي» ما أغضب الكثيرين من أنصار الحزب. وعندما أصبح كاميرون رئيسا للحكومة عام 2010 كافأها بتسليمها وزارة الداخلية التي بقيت فيها عند إعادة انتخابها عام 2015.