-A +A
حمود أبو طالب
بعض الأحداث تكشف كثيرا من المواقف الحقيقية التي كانت تتوارى خلف اجتهادات التمثيل والتصنع، وأسوأ أشكال التمثيل عندما يكون مرتبطا بقضية ومصير شعب منكوب ومغلوب على أمره كالشعب الفلسطيني، فلا توجد قضية تاجر بها بعض أهلها كالقضية الفلسطينية ولا توجد نكبة لشعب تعرضت للمزايدات مثل النكبة الفلسطينية. الفصائل التي رفعت شعار المقاومة الفلسطينية وهي تعمل لتنفيذ أجندات لا علاقة لها بفلسطين من قريب أو بعيد أكثر من الهم على القلب، لذلك لا نستغرب غضبة منظمة حماس من كلمة الأمير تركي الفيصل في مؤتمر المعارضة الإيرانية وتعبيرها عن استيائها من الحقيقة كما تضمن البيان الذي أصدرته ونشرته في موقعها.
يؤسفنا كثيرا أن نواجه منظمة حماس بحقيقتها طالما وقد انتفضت تضامنا مع إيران التي تمثل أسوأ استغلال للقضية الفلسطينية وتريد طمس الملامح العربية كلها وليس ضياع فلسطين فقط. الارتباط العضوي الوثيق بين حماس وإيران لا يحتاج الى إثباتات كما أنه من العبث إنكاره من أي أحد، ومثلما صرح حسن نصر الله بأن كل أشكال الدعم تأتيه من إيران فلا يستغرب لو فقدت حماس أعصابها انتصارا لإيران ووصفتها بأكبر داعم للقضية الفلسطينية. والسوء لا يتوقف عند هذا الجانب، أي الارتباط بإيران، وإنما يمتد إلى تأريخ الحركة وخلطتها التكوينية الإخوانية، ومعروف تأريخ تنظيم الإخوان ببراغماتيته السيئة التي لا تتورع عن التحالف مع أعدى أعداء قضايا العرب والمسلمين، وبالتالي ليس في وسع حماس أن تنصب نفسها محاميا للقضية الفلسطينية أو تتحدث باسمها وهي التي أحدثت شرخا عميقا في الصف الفلسطيني بانشقاقها وتفرغها للتورط في تبني ودعم الممارسات الضارة بها وبغيرها من الدول العربية القريبة والبعيدة منها.

نحن الآن في زمن سقوط الأقنعة الزائفة التي لا يمكن الاحتفاظ بها بإحداث الضجيج وبيانات المغالطة المكشوفة.