-A +A
محمد الأكلبي (جدة)
رحل حسن المشاري .. ليخلد التاريخ بعد انتقاله إلى جوار ربه، مسيرة 90 عاما من التطوير والإنجاز، فيما تظل نفحات عطره تفوح عبقا.
المشاري.. وزير الزراعة والمياه الأسبق، ومستشار الملك فيصل.. كان أحد أركان برامج التحول الاقتصادي والإداري الذي شهدته السعودية في مطلع الستينات الميلادية، إذ بدأ مسيرة الكفاح وكيلا لوزارة المالية والاقتصاد الوطني، ونائبا لرئيس معهد الإدارة العامة، وعضوا في لجان الإصلاح الإداري، ثم ختم عمله في السلك الحكومي وزيرا للزراعة والمياه لمدة 11 عاما.

90 عاما، بدأت أيامها الأولى في مدينة الهفوف، وأنارت شعلة الانطلاقة الأولى فيها من المدرسة الأميرية، التي زامل فيها ناصر بوحيمد وعادل القصيبي وعبدالمحسن المنقور ويوسف الطويل وفهد الخيال، وتخرج منها عام 1363هـ، حاصلا على المركز الأول على مستوى المملكة من بين 285 طالبا، حتى أكمل مسيرته الجامعية بـ «جامعة فؤاد» -جامعة القاهرة حاليا- في كلية التجارة، بعد أن سافر إلى مصر وتخرج فيها عام 1953، متخصصا في المحاسبة، وعاد إلى وطنه لتبدأ رحلة العطاء وتستمر رحلة الكفاح فبدأ حياته العملية في شركة أرامكو، إذ عين مستشارا في إدارة العلاقات الصناعية، لمدة عامين ونصف، ثم انتقل إلى إكمال دراسته الجامعية ليحصل من جامعة جنوب كاليفورنيا على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال الصناعية.
وبدأ مسيرته في وزارة الزراعة والمياه بعد أن تم تعيينه وزيرا لها في مطلع عام 1384هـ، ليستمر العطاء وتتسارع الجهود في إرساء دعائم النهضة الزراعية التي شهدتها المملكة في شتى مجالات الإنتاج الزراعي والنباتي والحيواني وفي مجال المياه، الجوفية والمحلاّة، وشهدت إعادة تنظيم جهازها الإداري والمالي.
ويبقى لكل زرع موسم حصاد، إذ حصد المشاري وشاح الملك عبدالعزيز في عام 1393، كما نال وسام الخلاص الإفريقي من رئيس ليبيريا في عام 1394هـ، ووسام رتبة قائد الأسد من رئيس فنلندا، وذلك في عام 1407 للهجرة، طويت صفحة حياة حسن المشاري ليخلد التاريخ أعماله وإنجازاته على مر العصور.