لا شيء يعلو فوق صوت «البيكمون» هذه الأيام بعد أن كاد ذكره على وشك التلاشي في أعقاب سنوات مضت، نال فيها شهرة واسعة بلغت حد تحريمه من قبل البعض والتحذير منه من بعض آخر فضلا عن الزج به في الكثير من القصص والمؤامرات وفق أهواء المتعاملين، غير أن عودته هذه المرة تتجاوز كونه دمية كرتونية إلى لعبة افتراضية في متناول الكبار والصغار تمخضت عنها قصص طريفة و«مأساوية» أحيانا تتوالى لمن أدمنوا ممارستها. ومن بين أولئك شاب أمريكي فقد خطيبته بعد أن شوهد في منزل زوجته السابقة وفق ما نقلت صحيفة «إندبندنت» البريطانية، في حين أن آخر كشف جريمة قتل بعد مشاهدته للقاتل بينما كان يمارس اللعب.
وتقوم لعبة «بوكيمون غو» على مطاردة البوكيمونات التي تظهر للمستخدم عبر هاتفه الجوال في العالم الحقيقي إثر اتصاله بالإنترنت، وفتح خاصية تحديد موقع تواجده «جي بي إس»، ويشير تقرير إلى أن تحميل اللعبة في الولايات المتحدة فاق المليونين على أجهزة «iOS» التابعة لشركة أبل، ما حقق نحو 1.6 مليون دولار من الإيرادات يوميا. وحذر خبراء التقنية من مغبة تحميل اللعبة من خارج متجري «أبل واندرويد» بعد أن وفر «هاكر» اللعبة من مصادر غير موثوقة تحتوي على برامج خبيثة. وقال الخبير التقني الدكتور عبدالرزاق المرجان لـ «عكاظ» بأن بعض المستخدمين يلجأون لتعطيل خاصية السماح بتحميل البرامج من المصدر الموثوق Play Store، لتحميل النسخة المزروعة ببرنامج خبيث من المواقع المشبوهة. واكتشف مجموعة باحثين من Proofpoint وجود نسخة من اللعبة تحتوي على برنامج خبيث يدعى DroidJack مما يتيح للهاكرز الدخول إلى جهاز الضحية والتحكم الكامل بجهاز الهاتف المحمول وسرقة محتوياته من صور وملفات وبعض الأمور الخاصة المحفوظة مثل أرقام بطاقات الائتمان وما شابه ذلك، وأحذر من تحميل النسخة من المواقع غير الموثوقة لمستخدمي الاندرويد وعدم تعطيل خاصية تحميل البرامج من المصدر الموثوق Play Store.
وذكر الباحث الأمني آدم ريف أن بعض مستخدمي أجهزة الأبل يقومون بمنح كامل الصلاحيات لشركة بوكيمون لحساباتهم في غوغل عند تسجيلهم الدخول للعبة عن طريق غوغل. وهذا يتيح لشركة «نيانتيك» الوصول إلى البريد الإلكتروني لغوغل والملفات والصور المخزنة في غوغل. لذلك يجب الانتباه ومراجعة الصلاحيات الممنوحة لهم في حسابك عند تحميل التطبيق، وحذرت جهات من استغلال البعض لها وجعلها أداة لاستدراج صغار السن والمراهقين من العالم الافتراضي إلى الأرض ما يجعلهم عرضة للقتل وللتحرش والسرقة والاستغلال.
.. وحذر التقنيون من أن مثل هذه العلاقات التي تنشأ عن طريق اللعبة مع أشخاص مجهولين قد تجعلهم فريسة للعصابات الإجرامية وجماعات الفكر الضال، التي تقوم على ابتزاز ضحاياها وتوريطهم في عمليات مدمرة، وكون اللعبة تتخذ جانبا اجتماعيا فإن ذلك يتيح لمثل هذه الجماعات فرصة التغرير بالأشخاص بعد اصطيادهم عبر هذه النوعية من العلاقات التي تنتهي عادة بالسيطرة على عقول المراهقين وابتزازهم وزرع الأفكار الضالة في عقولهم.
كما حذرت الشركة المصنعة من اللعب أثناء القيادة أو استخدام الدراجات وتجنب الدخول إلى مراكز الشرط والأماكن الخاصة والمنازل والمباني تحت الإنشاء.
وتتوفر اللعبة على جميع الأجهزة التي تعمل بنظامي التشغيل أندرويد وآي أو اس في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا ونيوزيلندا، فيما يتوقع أن تتوفر اللعبة في أوروبا والمملكة المتحدة وبعض دول آسيا مثل اليابان خلال الأيام القليلة القادمة.