-A +A
سعيد السريحي
لا أعتقد أن مهمة رجال الأمن هي مطاردة البائعين الجائلين وملاحقة أصحاب البسطات غير النظامية، فمهامهم أعظم شأنا من ذلك وحاجة المجتمع إليهم للحفاظ على أمنه لا ينبغي لها أن تشغل بتحقيق أمور أخرى ينبغي لها أن تكون من مهام جهات أخرى، وقد كان الأولى بالأمانة أن تجند مراقبيها لمتابعة هؤلاء الباعة وتمييز البسطات النظامية التي حددت مواقعها من العشوائية التي تقام في غير تلك المواقع المحددة.
وإذا كانت الأمانة قد أشغلت رجال الأمن بما ينبغي أن ينهض به مراقبوها فإن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فتعطيل رجال الأمن عن دورهم الحقيقي ومهمتهم الأساسية لا ينتهي عند حد ضبط أولئك البائعين الجائلين وأصحاب البسطات المخالفة وإنما يمتد ليشمل انتظار وصول مراقبي البلدية كي يتفضلوا باستلام ما تم ضبطه لدى أولئك الباعين وفي تلك البسطات، وهذا هو ما كشف عنه الخطاب الذي وجهه مدير الدوريات الأمنية لأمين محافظة جدة يشير فيه إلى (تأخر وصول مندوبي الأمانة عند طلبهم من قبل دوريات الأمن لتسلم المضبوطات من الباعة الجائلين بطرق غير نظامية لنحو ساعتين في بعض الحالات).

وإذا ما تذكرنا مدى حاجتنا إلى تكريس جهود رجال الأمن للحفاظ على أمن المواطنين والمقيمين ومدى التحديات التي تواجه رجال الأمن في هذا الشأن أدركنا كم تجني الأمانة على المواطنين حين تتساهل في القيام بمهامها ولا تتأثم من إهدار وقت رجال الأمن.