-A +A
عبدالرحمن محمد المطوع
أشغلت لعبة بوكيمون جو الشهيرة العالم طوال الأسابيع الماضية، التي يتطلب فيها فتح تحديد الموقع والكاميرا في الهاتف النقال، للبحث عن كائنات لاصطيادها. ورغم أن الحديث عن اللعبة ومشاكلها العديدة كثير، إلا أنها فتحت لي بابا للتفكير في جانب مهم للغاية، وهو البحث عن الفرص الاستثمارية وتحقيق الذات.
رجل الأعمال المتفرد عادة والذي يغرد خارج السرب ببحثه عن فرص الاستثمار الواعدة والقابلة للنمو السريع والرائد، هو من يفكر بطريقة مخترعي هذه اللعبة، وشخصيا متأكد أنه خلال الأشهر المقبلة سيكون هناك مئات بل آلاف النسخ المقلدة لهذه اللعبة، لكنها لن تكون مثل صاحب الخطوات الأولى متى ما حافظ على النسبة المحددة من التطوير المستمر وتغطية الأخطاء.

الجانب الثاني هو الاستثمار الحكومي، فصناديق الاستثمار السيادية تبحث عن المشاريع الرائدة القوية فلو عرضنا فكرة تطبيق أوبر قبل 10 سنوات على أحد تلك الصناديق فلن يطالع فينا أصلا، أما اليوم فأصبح أحد أهم الصناديق الوطنية مؤسسا بحصة 5 في المئة من الشركة المتخصصة في توفير خدمات التاكسي.
عودة إلى الكائنات الهاربة، فلو أن البحث عنها لدى المهووسين بمثل الروح المتحمسة في الجد بالبحث عن الرزق والعلاج والترفيه والتعليم لما أصبح حالنا هكذا. ابحثوا عن بوكيمون الرقي والتطور وخدمة المجتمع قبل أن تضايقوا هذا المجتمع بالبحث عن أوهام وكائنات لم تخلق.