«لم يكن مسلما على الإطلاق فقد كان يتعاطى المخدرات ويتناول لحم الخنزير ويضرب زوجته ولم يذهب يوما إلى المسجد». وصفت هذه الأسطر القليلة «محمد لحويج بو هلال» إرهابي نيس، والذي وصفه هنا هو قريب زوجته «المضروبة» معددا بعض مخالفاته الصريحة للإسلام.
وفي غضون أيام قليلة سمع المجتمع العالمي عن هجمات إرهاب متعددة بأماكن متفرقة من العالم وقارات مختلفة ولا يجمع بينها للأسف إلا اسم «الإسلام» الذي هو بريء منها ومن مرتكبيها. فمن أرض بين النهرين، لملتقى أوروبا بآسيا، للأرض المقدسة بنخيلها المسالم ومثوى نبينا الكريم، لنخيل آخر بشواطئ نيس الفرنسية، مساحات شاسعة وخلفيات متباينة بين أماكن مرح أو عبادة أو سفر أو معيشة، متباعدة لو نظرنا لجوجل مابس، ولكن لغة الإرهاب قربتها وأصبحت اللغة العالمية الجديدة ذات الهوية التي للأسف تلتصق بالإسلام والمسلمين.
ولكن لنضع أنفسنا بمكان أي شخص بالعالم، شخص لا يعرفنا ولا يعرف شيئا عن ثقافتنا إلا عن طريق الإعلام، فماذا سيكون شعور ذلك الشخص حينما يقرأ ويسمع ويشاهد بتكرار ارتباط اسم الإسلام بهذه الجرائم.
والشيء الذي يغيظ أنه بمجرد انطلاق خبر انفجار نيس المفخخ قالت إحدى الفرنسيات من صديقاتي: «الآن طبعا سنقرأ أن اسمه محمد أو عبدالله» ويا ليتني صمت حينما قالت ذلك ولم أدافع وأتهم رد فعلها بالعنصرية ففي اليوم التالي مباشرة قرأت خبر اكتشاف المنفذ واحزروا ماذا كان اسمه؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله شيء محزن ومخزٍ. «وخير تعمل شر تلقى» فهذا الإرهابي هاجر لفرنسا التي احتضنته وقدمت له الكثير ثم عض اليد التي مدت له.
الآن فهمت لم قالت لي صديقة مسلمة تعيش في أوروبا إنها تحرص على اختيار أسماء بعيدة عن الهوية الدينية لئلا يؤذى أطفالها في المدارس. فأسمتهم خالد وكريم بدلا من محمد وعبدالله مثلا. فبالنسبة لها أسماء محايدة ستنقذهم من عنصريات تربط الإسلام بالإرهاب.
ومهما يكن رأينا في هذا الموضوع فلا نملك إلا التسليم بالواقع.
ولو فكرنا في كلام صديقتي الفرنسية الحانقة فلنعترف بشيء بيننا الآن: فكم من شخص عربي أو عائلة عربية هاجرت للغرب ووجدت هناك تسهيلات لم تحلم بها في بلدها الأم: من تعليم وسكن وعلاج وترفيه وعمل وحياة. ترك البعض أحوالا معيشية قاسية ليهاجر ويفتح صفحة جديدة من الأمل. فوجد بلدانا فتحت له أذرعها وقاسم أهلها خيرات ميزانيات التعليم والصحة والتنمية والبنية التحتية والتكنولوجيا والمواصلات والعمل وغير ذلك من المزايا، في دول تحترم آدمية الإنسان وحريته وتكافئ المجد وتساعد المتميز، ثم بعد أن نما ريشه قليلا نسي تاريخه وماضيه الضنك وبدأ يتذمر وينتقد نظام الدول التي استقبلته ويقوض أمنها ويفجر أهلها ومرافقها ويفسد فيها ويسفك الدماء.
اختيار العيد الوطني الفرنسي في 14 يوليو وهو ذكرى مهمة لكل الفرنسيين بشعارات المساواة والحرية والأخوة، جعل الحادث الصادم أكثر استفزازا فهو يوم يتجمع فيه الناس من فرنسيين وغيرهم لمشاهدة الألعاب النارية والاحتفالات بذكرى الهجوم على سجن الباستيل والثورة الفرنسية. أما الآن فللأسف سيصبح هذا التاريخ بأذهان كل من فقد عزيزا عليه في هذا الهجوم ذكرى تؤكد الكليشيه الذي قرفنا منه، بأننا كمسلمين برابرة إرهابيون دمويون غادرون.
وفي غضون أيام قليلة سمع المجتمع العالمي عن هجمات إرهاب متعددة بأماكن متفرقة من العالم وقارات مختلفة ولا يجمع بينها للأسف إلا اسم «الإسلام» الذي هو بريء منها ومن مرتكبيها. فمن أرض بين النهرين، لملتقى أوروبا بآسيا، للأرض المقدسة بنخيلها المسالم ومثوى نبينا الكريم، لنخيل آخر بشواطئ نيس الفرنسية، مساحات شاسعة وخلفيات متباينة بين أماكن مرح أو عبادة أو سفر أو معيشة، متباعدة لو نظرنا لجوجل مابس، ولكن لغة الإرهاب قربتها وأصبحت اللغة العالمية الجديدة ذات الهوية التي للأسف تلتصق بالإسلام والمسلمين.
ولكن لنضع أنفسنا بمكان أي شخص بالعالم، شخص لا يعرفنا ولا يعرف شيئا عن ثقافتنا إلا عن طريق الإعلام، فماذا سيكون شعور ذلك الشخص حينما يقرأ ويسمع ويشاهد بتكرار ارتباط اسم الإسلام بهذه الجرائم.
والشيء الذي يغيظ أنه بمجرد انطلاق خبر انفجار نيس المفخخ قالت إحدى الفرنسيات من صديقاتي: «الآن طبعا سنقرأ أن اسمه محمد أو عبدالله» ويا ليتني صمت حينما قالت ذلك ولم أدافع وأتهم رد فعلها بالعنصرية ففي اليوم التالي مباشرة قرأت خبر اكتشاف المنفذ واحزروا ماذا كان اسمه؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله شيء محزن ومخزٍ. «وخير تعمل شر تلقى» فهذا الإرهابي هاجر لفرنسا التي احتضنته وقدمت له الكثير ثم عض اليد التي مدت له.
الآن فهمت لم قالت لي صديقة مسلمة تعيش في أوروبا إنها تحرص على اختيار أسماء بعيدة عن الهوية الدينية لئلا يؤذى أطفالها في المدارس. فأسمتهم خالد وكريم بدلا من محمد وعبدالله مثلا. فبالنسبة لها أسماء محايدة ستنقذهم من عنصريات تربط الإسلام بالإرهاب.
ومهما يكن رأينا في هذا الموضوع فلا نملك إلا التسليم بالواقع.
ولو فكرنا في كلام صديقتي الفرنسية الحانقة فلنعترف بشيء بيننا الآن: فكم من شخص عربي أو عائلة عربية هاجرت للغرب ووجدت هناك تسهيلات لم تحلم بها في بلدها الأم: من تعليم وسكن وعلاج وترفيه وعمل وحياة. ترك البعض أحوالا معيشية قاسية ليهاجر ويفتح صفحة جديدة من الأمل. فوجد بلدانا فتحت له أذرعها وقاسم أهلها خيرات ميزانيات التعليم والصحة والتنمية والبنية التحتية والتكنولوجيا والمواصلات والعمل وغير ذلك من المزايا، في دول تحترم آدمية الإنسان وحريته وتكافئ المجد وتساعد المتميز، ثم بعد أن نما ريشه قليلا نسي تاريخه وماضيه الضنك وبدأ يتذمر وينتقد نظام الدول التي استقبلته ويقوض أمنها ويفجر أهلها ومرافقها ويفسد فيها ويسفك الدماء.
اختيار العيد الوطني الفرنسي في 14 يوليو وهو ذكرى مهمة لكل الفرنسيين بشعارات المساواة والحرية والأخوة، جعل الحادث الصادم أكثر استفزازا فهو يوم يتجمع فيه الناس من فرنسيين وغيرهم لمشاهدة الألعاب النارية والاحتفالات بذكرى الهجوم على سجن الباستيل والثورة الفرنسية. أما الآن فللأسف سيصبح هذا التاريخ بأذهان كل من فقد عزيزا عليه في هذا الهجوم ذكرى تؤكد الكليشيه الذي قرفنا منه، بأننا كمسلمين برابرة إرهابيون دمويون غادرون.