خلصت دراسة أكاديمية عن «الشعر في عسير من عام 1351 إلى 1430هـ» للباحث الدكتور أحمد التيهاني إلى أنّ العناوين التي يضعها بعض الشعراء في عسير لقصائدهم لا تعدو أن تكون تسمية للتسمية فحسب، وأضافت الدراسة التي صدرت في جزءين عن «أدبي أبها» و«الانتشار العربي» أنّ الأوائل ممّن يمكن أن يُطلق عليهم جيل الرواد لا يهتمون بالعنونة على الرغم من أنها موجودة، لكنها لا تعدو كونها تسمية للتسمية وحسب، دون أن يعمل الشاعر على اختيار عنوان جديد أو موح أو مخاتل، بل إنّ المجموعات الشعرية والمصادر التاريخية والأدبية التي جمعت أو حوت قصائد لشعراء عسير عبر الفترة من 1351 حتى سنة 1391 تتضمن عنوانات يشعر القارئ بأنها اعتباطية، لأنّ جلّها تعتمد على انتزاع لفظتين من مطلع القصيدة مما يُرجّح أنّ جامعي تلك الأشعار وضعوا تلك العناوين، وأنّ قائليها لم يعنونوها، كما أنّ العناوين لا تتجاوز العنونة بتحية التحايا أو بما يشبه عنوانات البحوث والمقالات العلمية، وعنوانات قصائد شبيهة بلافتة على واجهة مبنى حكومي.
الدراسة أعادت الأسباب إلى أنّ هناك شعراء مقلدين لم يكونوا يرون للعنوان أهمية سوى دلالته على المضمون فهم يكررون القوالب اللفظية الجاهزة مضيفين إليها ما يدل على مناسبة القصيدة أو موضوعها، إضافة إلى العنونة المركبة التي تصل العنوان بلغة الشعر وروحه وهذا يكثر عند المجدّدين، ليتحوّل إلى مساحة خصبة للقول، سواء أكان ذلك من حيث جِدّة الصورة التي يشكلها العنوان أو رمزيتها أو غرابتها وعدم منطقيتها أو دلالتها على نفسية الشاعر بل حتى علاقة العنوان بثقافة المتلقي المقصود بالقصيدة دون سواه.
وخلصت الدراسة إلى أنّ الشاعر محمد زايد الألمعي يتصدّر الشعراء الذين يحرصون على العنونة المركبة لإيصال القصيدة إلى المتلقي وعلى أن يكون العنوان جزءا من الفكرة الرئيسة للقصيدة، ودالا على نفسية الشاعر، ومؤثرا في طريقة التلقي. واستشهدت الدراسة ببعض عناوين قصائده كـ «عند فاصلة في مهب الطفولة» و «أقل من قصيدة... أكثر من رسالة».
كما ألقت الدراسة الضوء على «مطالع القصائد» وخلصت إلى أنّ شعراء عسير ربما كانوا يعدون التصريع من المحتّمات التي لا ينبغي للشاعر التخلص منها أو الخروج عليها إلا في حالات قليلة تشي بأنهم يُدركون أنه ليس من الضرورات وإن استحسنوه، ويستوي في ذلك المقلدون والمجددون.
ولفتت الدراسة إلى أن الشعراء المقلدين في عسير كانوا يسيرون على طرائق الأوائل في استخدام ألفاظ بعينها في سياقات محددة وربما يعود ذلك إلى أنهم يرون أنّ الجودة تكمن في اتباع طرائق الأوائل في الاستخدام اللغوي، إلا أنهم تفردوا في استخدام الألفاظ الأجنبية عند بعض الشعراء، خصوصا تلك المأخوذة من اللغات الإنجليزية والفرنسية والتركية سواء أكان رسمها بالرسم العربي أم اللاتيني التي ترد عادة في مقام النقد عند المقلدين أو بعض المجددين! أما بحور الشعر فقد خلصت الدراسة -التي طبقت على ستة من شعراء عسير ممن يمثلون ثلاثة أجيال شعرية- إلى أنهم قد أكثروا من استخدام البحور الشائعة في الشعر العربي قديمه وحديثه كالطويل في القصائد الموزونة المقفاة، والبحر المتقارب في قصيدة التفعيلة، أما ما يتعلق بأبرز الظواهر الموسيقية العامة نلحظ وجود التدوير عند أكثر الشعراء لكن وجوده في ذات الوجود ليس مزية وإنما المزية شيوعه عند فئة منهم إلا أن أغلبهم لا يحرصون على الفصل بين الكلمات التي تنقسم على شطري البيت الواحد في حال كون البيت المدور وحيدا في القصيدة، إضافة إلى وقوع بعضهم فيما يعرف بالانزلاق من بحر عروضي إلى آخر وهو ما يحدث بين بعض البحور ذات التفعيلات التي ينجم عنها وقع موسيقي متشابه عند غنائها وأكثر ما يقع الانزلاق بين بحري الكامل والبسيط وهو لا يعني الخلط المفضي إلى الكسر بين التفعيلات وإنما يعني التحول في أثناء إنشاء القصيدة دون إدراك من الشاعر إلى بحر آخر غير الذي بدأ النظم عليه.
الدراسة أعادت الأسباب إلى أنّ هناك شعراء مقلدين لم يكونوا يرون للعنوان أهمية سوى دلالته على المضمون فهم يكررون القوالب اللفظية الجاهزة مضيفين إليها ما يدل على مناسبة القصيدة أو موضوعها، إضافة إلى العنونة المركبة التي تصل العنوان بلغة الشعر وروحه وهذا يكثر عند المجدّدين، ليتحوّل إلى مساحة خصبة للقول، سواء أكان ذلك من حيث جِدّة الصورة التي يشكلها العنوان أو رمزيتها أو غرابتها وعدم منطقيتها أو دلالتها على نفسية الشاعر بل حتى علاقة العنوان بثقافة المتلقي المقصود بالقصيدة دون سواه.
وخلصت الدراسة إلى أنّ الشاعر محمد زايد الألمعي يتصدّر الشعراء الذين يحرصون على العنونة المركبة لإيصال القصيدة إلى المتلقي وعلى أن يكون العنوان جزءا من الفكرة الرئيسة للقصيدة، ودالا على نفسية الشاعر، ومؤثرا في طريقة التلقي. واستشهدت الدراسة ببعض عناوين قصائده كـ «عند فاصلة في مهب الطفولة» و «أقل من قصيدة... أكثر من رسالة».
كما ألقت الدراسة الضوء على «مطالع القصائد» وخلصت إلى أنّ شعراء عسير ربما كانوا يعدون التصريع من المحتّمات التي لا ينبغي للشاعر التخلص منها أو الخروج عليها إلا في حالات قليلة تشي بأنهم يُدركون أنه ليس من الضرورات وإن استحسنوه، ويستوي في ذلك المقلدون والمجددون.
ولفتت الدراسة إلى أن الشعراء المقلدين في عسير كانوا يسيرون على طرائق الأوائل في استخدام ألفاظ بعينها في سياقات محددة وربما يعود ذلك إلى أنهم يرون أنّ الجودة تكمن في اتباع طرائق الأوائل في الاستخدام اللغوي، إلا أنهم تفردوا في استخدام الألفاظ الأجنبية عند بعض الشعراء، خصوصا تلك المأخوذة من اللغات الإنجليزية والفرنسية والتركية سواء أكان رسمها بالرسم العربي أم اللاتيني التي ترد عادة في مقام النقد عند المقلدين أو بعض المجددين! أما بحور الشعر فقد خلصت الدراسة -التي طبقت على ستة من شعراء عسير ممن يمثلون ثلاثة أجيال شعرية- إلى أنهم قد أكثروا من استخدام البحور الشائعة في الشعر العربي قديمه وحديثه كالطويل في القصائد الموزونة المقفاة، والبحر المتقارب في قصيدة التفعيلة، أما ما يتعلق بأبرز الظواهر الموسيقية العامة نلحظ وجود التدوير عند أكثر الشعراء لكن وجوده في ذات الوجود ليس مزية وإنما المزية شيوعه عند فئة منهم إلا أن أغلبهم لا يحرصون على الفصل بين الكلمات التي تنقسم على شطري البيت الواحد في حال كون البيت المدور وحيدا في القصيدة، إضافة إلى وقوع بعضهم فيما يعرف بالانزلاق من بحر عروضي إلى آخر وهو ما يحدث بين بعض البحور ذات التفعيلات التي ينجم عنها وقع موسيقي متشابه عند غنائها وأكثر ما يقع الانزلاق بين بحري الكامل والبسيط وهو لا يعني الخلط المفضي إلى الكسر بين التفعيلات وإنما يعني التحول في أثناء إنشاء القصيدة دون إدراك من الشاعر إلى بحر آخر غير الذي بدأ النظم عليه.