-A +A
عبدالعزيز معتوق حسنين
إلى اليوم ومحسوبكم يتعرض لعنوان هذه المقالة «البصمة غير مطابقة». رغبت أن أصدر لنفسي شريحة «جوال» فيقوم موظف الشركة بإدخال رقم هويتي الوطنية ثم يطلب مني وضع سبابة اليد اليمنى على جهاز البصمة وعندما تضع أصبعك على الجهاز الصغير بحجم أصبع السبابة يصدر لونا أحمر يدل على تشغيل الجهاز لينقل البصمة فتظهر بصمتك على الشاشة أمام الموظف بالتأكد من هويتك وعليه يصرف لك شريحة ويسجل الرقم على هويتك لتكون أنت المالك لهذا الرقم للجوال. هذا هو الوضع الطبيعي لأغلبية الناس. ولكن لسوء حظي لم يحدث لي هذا عبر هذا الجهاز الصغير الحجم والذي يصدر منه اللون الأحمر. ما حدث لي ولكثير من الناس في حضوري بسبب تكرار زياراتي لطلب الشريحة إلى اليوم، ما يظهر على الشاشة لموظف شركة الاتصالات هو عبارة مكتوبة نصا: البصمة غير مطابقة. فيرفض الموظف إصدار الشريحة ويطلب مني مراجعة الإدارة المعنية والمسؤولة عن البصمة. البعض يطلب مني الذهاب إلى أجهزة الجوازات المتوفرة في المراكز التجارية للتحقق من بصمتي. ذهبت لعدد وافر من هذه الأجهزة المثيلة لأجهزة شركات الاتصال والتابعة للجوازات في المراكز التجارية التي تصدر اللون الأحمر وبكل أسف تظهر لي على الشاشة نفس العبارة نصا: البصمة غير مطابقة. وتظهر هذه العبارة في حضوري لكثير من المراجعين لأجهزة الجوازات الخاصة بالبصمة في المراكز التجارية. وبكل أسف يدعي البعض أن البصمة تتغير مع كبر السن أو بسبب بعض الأمراض وخلافه. وهذا الادعاء غير صحيح دينيا وعلميا وقضائيا وشرعيا على مستوى العالم. فالبصمة لا تتغير من المهد إلى اللحد دينيا وعلميا والدليل على ذلك قوله عز وجل: (أيحسب الإنسان ألّن نجمع عظامه بلى قَادرين على أن نسوي بنانه). ذهبت إلى الأحوال المدنية وطبقت بصمتي على هويتي كما هي منذ إصدار الهوية لم تتغير ثم ذهبت إلى جوازات حي الرحاب وطبقت بصمتي هناك لم تتغير كما كانت والسبب هو أن أجهزة الأحوال والجوازات راقية حساسة تستعمل نظاما مختلفا عن نظام شركات الاتصالات وأجهزة المراكز التجارية التابعة للجوازات. أجهزة الأحوال وإدارة الجوازات راقية ودقيقة تستعمل علبة مكعبة تشع لونا أخضر وربما يعمل بالليزر أما الأجهزة الأخرى في المولات والشركات فهي صغيرة بحجم مقدمة الأصبع تشع لونا أحمر ربما يعمل بنظام الأشعة ما تحت الحمراء غير دقيق وأرخص. في عام 1858م أثبت الأستاذ الدكتور وليم هرشل أن شكل البصمة التي على جلد باطن الأصبع يدل على صاحب هذه الأصبع ويثبت فرديته بين بني آدم وفي عام 1892م أكد الأستاذ الدكتور فرانسيس غالتون على أن صورة البصمة لأي أصبع تبقى كما هي طوال حياته. وقد أثبتت الدراسات أن من المستحيل أن تتطابق البصمة عند شخصين حتى مع الأخوين التوأمين وقد أثبتت المصادر العلمية في علم الأحياء أن البصمة توجد في الجنين منذ الشهر الرابع حيث في هذا الشهر تلج الروح في الجنين وتظل هذه البصمة ثابتة ومميزة له من المهد إلى اللحد وما بعد ويستفاد من هذه البصمة في التحريات كونها دليلا قاطعا في إثبات شخص ما وفي الخصوصيات وغير ذلك. فبصمتي وبصمة الكثير «غير مطابقة» بسبب الأجهزة وليس بسبب كبر السن أو غيره. علينا التطور وتعميم أجهزة الأحوال وإدارة الجوازات في المراكز التجارية والشركات. والله أعلم.
للتواصل (فاكس 0126721108)