-A +A
صالح الزهراني (جدة)
خسرت الساحتان الاقتصاديتان العربية عامة والسعودية خصوصا واحدا من أبرز أعلامها، رجل الأعمال السعودي وليد الجفالي، الذي ترك خبر رحيله أصداء واسعة في الداخل والخارج.
ينتمي وليد الجفالي الذي ودع الحياة عن 61 عاما إلى أسرة اقتصادية عريقة، تأسست منذ عشرات السنين، وتنوعت أنشطتها بين السيارات والأسمنت والاتصالات والتقنية. مستفيدة في ذلك من خبرات الآباء المؤسسين الذين قدموا من القصيم إلى المنطقة الغربية وفيها انتعشت تجارتهم بصورة ملموسة.

عُرف الفقيد الراحل بأنه رجل عملي قليل الكلام، ساهم عبر الكثير من المبادرات في إثراء فعاليات اقتصادية واجتماعية مختلفة، كما شارك في منتدى جدة الاقتصادي عام 2000، الذي كان يحمل شعار (نمو ثابت في اقتصاد عالمي)، بالتعاون مع مركز الأعمال وكلية جون كندي وجامعة هارفارد.
ورغم هذا التنوع البديع في عطاءات الملياردير وليد الجفالي، إلا أن أياديه البيضاء امتدت إلى الكثير من أعمال الخير وخدمة الوطن، لا سيما رعاية المحتاجين والأيتام وإنشاء العديد من مراكز علاج الكلى، كما أهلته شخصيتة القوية ونشاطه الاقتصادي الفاعل في غرفة جدة في تنمية العلاقات المشتركة مع العديد من الدول وفي صدارتها ألمانيا.
ساهمت قيادة الجفالي الهادئة والمتزنة في نجاح العديد من الشركات التي تقلد مجلس إدارتها والعضو المنتدب في الكثير منها، وتعد شركات الجفالي من النماذج العائلية الناجحة، التي يزيد عمرها على 90 عاما، إذ انطلقت في 1924، وتنوعت أنشطتها بين تجارة السيارات وقطع الغيار، والصناعة وبيع المعدات والتأمين، وهو ما وفر لها ضمانة في أوقات الأزمات الاقتصادية.
لم تكن مجموعة الجفالي تحقق هذا النجاح في بدايتها من دون شخصية قيادية مثل وليد الجفالي، الذي ركز بصورة كبيرة على الشراكات مع الشركات العالمية، ومن بينها مرسيدس بنز، ميتشلان، اريكسون كاريير، بتلر، والكثير من العلامات التجارية الأخرى.