-A +A
عثمان الشلاش*
اتفق عدد من المكفوفين على أن وزارة التعليم فاقمت معاناتهم، حين همشتهم ورفضت تمكينهم من العمل في سلك التعليم وممارسة التخصصات التي يحملونها في شهاداتهم.
وذكروا أن الوزارة لم تكتفِ بحرمانهم من الالتحاق بمهنة التدريس، بل وضعت أمامهم عائق «مسار» الذي يرفضهم ويستبعدهم، وكلفت مدرسين مبصرين لنظام «برايل» الذي لا يجيده إلا المكفوفون الذين يدرسونه منذ الصف الأول الابتدائي.
وناشدوا وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى بالنظر في معاناتهم باهتمام وتسهيل التحاقهم بمهنة التدريس، لافتين إلى أنهم أصبحوا أسرى لفقد البصر والبطالة.
وذكر موسي سرحان المطيري أنه تخرج من جامعة القصيم قبل ثلاث سنوات، وكان يمني النفس بالالتحاق بمجال التعليم، إلا أنه اصطدم بنظام مسار الذي يفضل المبصرين عليهم، مشيرا إلى أن مخاطباتهم المتكررة لوزارة التعليم للنظر في معاناتهم لم تجد نفعا.
وبين عبدالله العازمي من بريدة تخصص لغة عربية أن المكفوفين حصروا في تخصص العوق البصري والفرص فيه قليلة جدا، متمنيا من وزير التعليم النظر في معاناتهم وعدم وضع العراقيل أمامهم.
وألمح إلى أن مسار العوق البصري الذي طبق في جامعة القصيم وحائل وتبوك والمدينة المنورة لم ينجح.
وشكا عبدالله الحارثي من البطالة رغم أنه متخرج من جامعة الملك عبدالعزيز تخصص علم نفس قبل ثلاث سنوات، ولديه «دبلوم عالي» في التربية.
وقال الحارثي: «رفعنا لوزير التعليم السابق الدكتور عزام الدخيل طلبنا النظر في وضعنا ووعدنا خيرا، ولكن لا جديد أملنا في الوزير الدكتور أحمد العيسي للنظر في أمر تعيينا، خصوصا أن غالبية المكفوفين يحملون الشهادات العليا».
وتذمر مقبل الروقي خريج الدراسات الإسلامية من إهمال وزارة التعليم للمكفوفين، ووضع العراقيل أمام توظيفهم على حد قوله، مستغربا تعيين مبصر لتدريس طلاب مكفوفين «نظام برايل»، متسائلا بالقول: «لماذا إذن يقبلوننا في الجامعات، إذا كنا لا نصلح لمهنة التدريس؟».

* محرر «عكاظ» في بريدة