رُبَّ ضارةٍ تكشف ما في سرائر بعض المصابين بهوس جَلد الوطن، وتحميله ما لا يجوز من ترهات، وفبركات في مرحلة صعبة. هكذا جاءت حادثة الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا لتفضح أناساً يرهقون أنفسهم بالبحث عن مثالب ضد بلادهم، ويهللون طرباً وانتقائية بتدخل أعوج لما يحدث في بلدان أخرى، لا تكترث بجنونهم وطيشهم.
دعونا نقول تحديداً إنهم يهللون لكل ما يحدث في تركيا، ولما يقوم به الرئيس رجب طيب أردوغان، وأي مأخذ لديهم ولو على مشروع متعثر في بلادهم، يجعلهم يوغلون في الانتقاد بقسوة، ووضع مقدمات خاطئة، من الطبيعي أن تقودهم إلى خلاصات خاطئة. وهو مرض وغرض لا منجى منهما إلا بطلب الهداية لهؤلاء الذين بخلوا على بلادهم بكلمة طيبة، ولو على خجل، كأن هناك رقيباً يحاسبهم على الولاء لوطنهم، ولأهله، وقيادته، أو يعتقدون أنها تنقص من قدرهم وصدقيتهم.
وينسى هؤلاء، أو ربما يتعامون عن رؤية حقيقة ماثلة وواقع ما، يكرسون له الفرص مدحاً وتضخيماً وتزلفاً للآخرين.
فهل يعقل هؤلاء أنهم لا يفقهون أن تركيا، هي في نهاية المطاف دولة ذات نظام علماني؟. وهل يعقل أنهم لا يفهمون كيف يلعب الرئيس أردوغان لعبة الساحر الذي يريد أن يحقق المستحيل، بالجمع بين دولة إسلامية منتمية للتوجهات الإخوانية، لكنها في الوقت نفسه تتودد لأوروبا، وتسعى جاهدة للالتحاق باتحادها، والبقاء في التحالف الأطلسي الغربي (ناتو)، وهذا حقها كدولة لها استقلاليتها وسيادتها على كامل أراضيها.
مؤسف أن يختار هؤلاء الانحياز للأدلجة وللأهواء المدمرة، التي لا تعترف بالحدود الجغرافية، ولا السيادة الخاصة بالدول، ليصطفوا وراء فكرة الدولة العابرة للحدود، المهيمنة باسم «الإسلام السياسي»، الحالمة بالتوسع والهيمنة والقضاء على الآخر واقتياده غنيمة. ومؤسف أكثر إنهم يبحثون عن واحة وهمية يمكن أن يعشوشب فيها فكرهم العابر للحدود ليُعمل الفوضى والتخريب.
إن الحديث عن تركيا كدولة مسلمة مستقرة له أهميته، لكنها بلاد ذات تجربة مختلفة، ولو كان صحيحاً أن أردوغان ومنظري حزبه الحاكم يحلمون باستعادة أمجاد عثمانية قضت عليها الحرب العالمية الأولى، وتوسيع رقعة النفوذ التركي على طريقة فرمانات «الباب العالي»، فإنها أضغاث أحلام، وسراب يحسبه الظمآن ماء؛ لأن النظام العالمي السائد، منذ أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها منتصف أربعينات القرن الماضي، لن يسمح بذلك. وحتى لو غض الغربيون، أو بعض حكوماتهم، الطَّرْفَ عن تلك الأوهام والأحلام، فإن الشعوب العربية والإسلامية لن تسمح بالانقياد وراء حركات مؤدلجة، وستبقى متمسكة بالوسطية والاعتدال، وتتعايش مع العالم بسلام، وستعمل أدوارها السياسية في المجتمع الدولي بناء على لغة المصالح، وليس وفق تدبير المؤامرات والعنتريات والشعارات البالية، ومحو الحدود الجغرافية، وانتظار المصير المجهول.
الأكيد أن مثل تلك الأصوات النشاز، والأقلام المفترية كذباً وبهتاناً، لن تنال من صدق وعزيمة الشعوب في الحفاظ على أمنها واستقرارها مهما كانت الظروف والصروف.
دعونا نقول تحديداً إنهم يهللون لكل ما يحدث في تركيا، ولما يقوم به الرئيس رجب طيب أردوغان، وأي مأخذ لديهم ولو على مشروع متعثر في بلادهم، يجعلهم يوغلون في الانتقاد بقسوة، ووضع مقدمات خاطئة، من الطبيعي أن تقودهم إلى خلاصات خاطئة. وهو مرض وغرض لا منجى منهما إلا بطلب الهداية لهؤلاء الذين بخلوا على بلادهم بكلمة طيبة، ولو على خجل، كأن هناك رقيباً يحاسبهم على الولاء لوطنهم، ولأهله، وقيادته، أو يعتقدون أنها تنقص من قدرهم وصدقيتهم.
وينسى هؤلاء، أو ربما يتعامون عن رؤية حقيقة ماثلة وواقع ما، يكرسون له الفرص مدحاً وتضخيماً وتزلفاً للآخرين.
فهل يعقل هؤلاء أنهم لا يفقهون أن تركيا، هي في نهاية المطاف دولة ذات نظام علماني؟. وهل يعقل أنهم لا يفهمون كيف يلعب الرئيس أردوغان لعبة الساحر الذي يريد أن يحقق المستحيل، بالجمع بين دولة إسلامية منتمية للتوجهات الإخوانية، لكنها في الوقت نفسه تتودد لأوروبا، وتسعى جاهدة للالتحاق باتحادها، والبقاء في التحالف الأطلسي الغربي (ناتو)، وهذا حقها كدولة لها استقلاليتها وسيادتها على كامل أراضيها.
مؤسف أن يختار هؤلاء الانحياز للأدلجة وللأهواء المدمرة، التي لا تعترف بالحدود الجغرافية، ولا السيادة الخاصة بالدول، ليصطفوا وراء فكرة الدولة العابرة للحدود، المهيمنة باسم «الإسلام السياسي»، الحالمة بالتوسع والهيمنة والقضاء على الآخر واقتياده غنيمة. ومؤسف أكثر إنهم يبحثون عن واحة وهمية يمكن أن يعشوشب فيها فكرهم العابر للحدود ليُعمل الفوضى والتخريب.
إن الحديث عن تركيا كدولة مسلمة مستقرة له أهميته، لكنها بلاد ذات تجربة مختلفة، ولو كان صحيحاً أن أردوغان ومنظري حزبه الحاكم يحلمون باستعادة أمجاد عثمانية قضت عليها الحرب العالمية الأولى، وتوسيع رقعة النفوذ التركي على طريقة فرمانات «الباب العالي»، فإنها أضغاث أحلام، وسراب يحسبه الظمآن ماء؛ لأن النظام العالمي السائد، منذ أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها منتصف أربعينات القرن الماضي، لن يسمح بذلك. وحتى لو غض الغربيون، أو بعض حكوماتهم، الطَّرْفَ عن تلك الأوهام والأحلام، فإن الشعوب العربية والإسلامية لن تسمح بالانقياد وراء حركات مؤدلجة، وستبقى متمسكة بالوسطية والاعتدال، وتتعايش مع العالم بسلام، وستعمل أدوارها السياسية في المجتمع الدولي بناء على لغة المصالح، وليس وفق تدبير المؤامرات والعنتريات والشعارات البالية، ومحو الحدود الجغرافية، وانتظار المصير المجهول.
الأكيد أن مثل تلك الأصوات النشاز، والأقلام المفترية كذباً وبهتاناً، لن تنال من صدق وعزيمة الشعوب في الحفاظ على أمنها واستقرارها مهما كانت الظروف والصروف.