لم يقحم اسم المملكة العربية السعودية 193 مرة في الـ28 صفحة نشرتها الولايات المتحدة الأمريكية عبثا، إذ كان الهدف من هذا التكرار المقصود تكريس تورط المملكة في أحداث الـ11من سبتمبر، دون أية أدلة قانونية مهنية مقنعة. لذا طالت السعودية «الواثقة» من سياستها النظيفة، بالكشف عن مضمون هذا التقرير الذي ظل طي الكتمان والسرية ما يزيد على 15 عاما.
ويرى مراقبون أن هذا التكرار المشبوه أمرٌ مستغرب، وأن إخفاء التقرير طوال هذه المدة ينطوي على نوايا سيئة للإيقاع بالمملكة في جريمة إرهابية، لم تتوان في مكافحتها، ولم تأل جهدا في اجتثاثها، بدءا من أراضيها وانتهاء في كافة بقاع الأرض، ذلك أن المملكة ضحية هذا الإرهاب، فكيف تكون الضحية وصانعة الإرهاب في آن واحد!؟
من جهته، رأى الخبير الإستراتيجي علي التواتي لـ «عكاظ» أن السعودية حصلت على نسخة من هذا التقرير «الظالم»، لذلك تعالى صوتها، وطالبت بنشر هذه الأوراق، موضحا أن «تكرار اسم المملكة في تقرير لم ينشر يوحي بسوء النية».
وأضاف أن بعض دوائر صنع القرار الأمريكي تعمد على ابتزاز المملكة العربية السعودية في كل مناسبة، مستذكرا حادثة إعصار لويزيانا، حين تهدمت العديد من المنازل، وخرج صحفي أمريكي ينادي بتحميل دول الخليج المسؤولية، بحجة أن تقوم هذه الدول بالمساهمة في بناء المنازل المتهدمة لإثبات صداقتها، مشيرا إلى أن ذكر اسم السعودية بهذا العددد من التكرار يهدف إلى ابتزاز المملكة إعلاميا وسياسيا من أجل أهداف أخرى، غالبا ما تكون منفعية لبعض الجهات.
فيما يؤكد الكاتب الدكتور عبدالله الكعيد لـ«عكاظ» أن «هناك قاعدة قانونية»، «لا اتهام بدون دليل»، لكن الحكومة الأمريكية لا تمتلك دليلا واحدا، حتى ولو شاهد عيان.
ويشدد على أن ذكر اسم المملكة 193 مرة في تقرير، محاولة لتكريس وإقحام غير مبرر من بعض الجهات الأمريكية، إلا أن هذه المحاولات لم تتعد «النص الإنشائي، واصفا التقرير بأنه مفبرك ومخادع»، ولابد من أن «يدرس هذا النص من قبل قانونيين، وإدارات عدلية نزيهة».