-A +A
طارق على فدعق
تأمل في ملاءمة الأسماء للشخصيات القيادية... وتأمل في دور اختيار الأسماء كانعكاس لمصداقية الأفراد المؤهلين للأدوار والمهام القيادية، علما بأن تلك الأسماء كان لها بعض الآثار القوية في تشكيل شخصيات الحكام، وإليكم بعض الأمثلة: كان «أدولف هتلر» زعيم الحزب النازي الألماني يعاني من حياة عائلية صعبة ومنها ترك والده الحقيقي لمنزل الأسرة لعشرات السنين... ونشأ أدولف نشأة شخص مجهول الأب، وربما كان هذا أحد أسباب شخصيته المضطربة. يعني كان يعاني من عقدة «بابا فين». وكان لقبه العائلي هو «شيكل جروبر» وسبب تغير اللقب إلى هتلر كان عودة أبيه من الاختفاء بسبب رغبته في الحصول على تركة مالية عائلية. تغير لقبه ليصبح «أدولف هتلر»... وأكيد أن هذا الاسم الرنان قد أثر على شخصيته ونجاحه في فرض الدراما النازية على ألمانيا... ثم النمسا... ثم تشيكوسلوفاكيا... ثم بولندا وباقي أوروبا... تخيل أنه لو بقي على اسمه الأصلي فمن الصعب أن تؤدى تحية القائد «هايل شيكل جروبر»... وللعلم فتحية «هايل هتلر» كانت إجبارية حتى عند المحادثات الهاتفية بدلا من تحية «آلو» العالمية. والأهم من هذا أن اسمه الأصلي كان يعكس بعض الجذور التشيكية في دمائه ولم يكن ذلك مناسبا لرسالته المؤذية.
وعلى صعيد آخر، ففي أفريقيا شهد التاريخ أمثلة عجيبة على موضوع تغيير الأسماء وبالذات في الكونغو المسكين الذي تعرض للنهب الوحشي لموارده الغنية على أيدٍ مختلفة. وكان أحد التغييرات السياسية الرئيسية في ذلك البلد هو تحرير البلاد من الاستعمار الأوروبي ودخول عناصر وطنية للحكم الذاتي عام 1960. وتغير اسم البلاد بأكملها ليصبح «زائير» وغير رئيس الجمهورية اسمه ليصبح «موبوتو سيسي سيكو كوكو جوبندو وازا باناجا» ومعنى الاسم «المحارب الذي لا يعرف الهزيمة بسبب لياقته وقوة إرادته التي تجعله يقفز من نصر إلى آخر». وللأسف لم تتغير الأمور إلى الأفضل بالرغم من الشعارات والهتافات، بل إنها بقيت على حال النهب والظلم لشعب وأرض تلك البلاد المظلومة.

وهناك أمثلة كثيرة على من يغيرون أسماءهم بهدف تيسير تغيير التاريخ بأكمله وهي حركة غير مجدية لأن التاريخ يحكم بموضوعية مختلفة...
وأتذكر أن أحد زملائي أثناء الدراسة في الخارج كان يطلق على نفسه اسم «تايغر» يعني النمر... وللأسف كان معظم زملائه يعرفونه باسم «التيس». واليوم توجد لدينا أمثلة عجيبة على محاولات التخليد من خلال الأسماء العجيبة من قبل بعض القيادات العالمية ومن في حكمهم... أسماء مثل «الأسد» في الشرق الأوسط، و«التنين» في الشرق الأقصى، و«الحديدية» في أوروبا. وأحد أغرب تلك الأسماء هو اسم «بيبي» الذي يطلق على «بينيامين نيتن ياهوه» رئيس وزراء الكيان الصهيوني. ولست أدري ما الحكمة في اختيار هذا الاسم العجيب لأنه انعكاس لقمة الدلع ولا يليق على رجل عادي... ما بالك على رئيس وزراء، بل وأطولهم خدمة في هذا المنصب في الكيان الصهيوني. وأتذكر أن أحد جيراني كان عنده «عري» اسمه «بيبي» وكلما ذكر اسمه كنت أشعر بالشفقة لأن ذلك الاسم يشكّل هالة «دلع» تخفف من قوة الشخصية... حتى للعري... وقد أصبحت أسماء الدلع موضة جديدة نسبيا في حكومة الكيان الصهيوني... أسماء مثل «أريك» وهو اسم الشهرة لرئيس الوزراء السابق أريل شارون، و«إتزيك» لرئيسة الكنيسيت (البرلمان) السابقة.
أمنيـــة
أتمنى أن تعكس الأسماء إنجازات الأفراد بدلا من الإيحاء بالأعمال العظيمة، أو القدرات الخارقة، أو الدلع غير اللائق، لأن التاريخ هو الحكم الأخير بمشيئة الله.
وهو من وراء القصد.