-A +A
عبدالرحمن محمد المطوع
في قديم الزمان كان الأبناء يلعبون كرة القدم على أسطح منازلهم أو في الأحواش، وينتج عن هذا عادة خروج الكرة عن المكان المخصص للعب إما سطح الجيران أو الشارع، وفي لغة محترفي الكرة يسمى هذا تسطيح الكرة، ويكون تهديد المنهزمين في حال عدم احتساب ضربة جزاء لصالحهم، هو تسطيح الكرة.
بالمقابل، كان الابن أو البنت المراهقة تتغنى بصوت عالٍ في البانيو أثناء الاستحمام طبعا، مع صدى الصوت، يكون الجميع مطربا حتى من لا يمتلك تلك المواهب التي تخوله تدشين البوم غناء.

من السيناريو الأول والثاني كنا والجميع يذكر نتلقى اللوم على أن ما نقوم به من تضييع للوقت في لعب الكرة أو غناء البانيو ما هو إلا هدر للماء والوقت وكل شيء. أما الآن الوضع اختلف، فاللاعب المتمرس أصبحت قيمة عقده تصل إلى عشرات الملايين، والمطرب الناجح يحصد الملايين.
ما لفت نظري هو علامات الحزن والفرح الشديدة التي يظهرها أهالي المشاركين في البرامج الغنائية التي تزدحم بها القنوات الفضائية في حال فوز أو فشل ابنهم أو ابنتهم، وأصبح من يتغنى في البانيو هو الكائن الذي يبيض ذهبا وينتشل الأسر من فقرها أو ينقلها من حالها إلى حال أفضل، وتبدلت المفاهيم، فمسموح أن تلعب بالكرة في كل مكان إلا مجلس معيض طبعا، والغناء في كل مكان حتى منور البيت، عسى أن يظهر لاعب أو مطرب يغرق الأسر بالمال كما هو حال العالم العربي، ولعل استعراض محمد رمضان الممثل المصري المشهور لسياراته الفارهة قبل أيام دليل على ما أقول.
اقتصاديات المقال تأتي أن الاستثمار في العلم وفي مستوى الأسرة ليس في العلوم فقط فقد يكون أفشل الأبناء هو من ينقل حال البعض إلى أفضل متى ما كان استثماره أفضل، وإن كان لدي شخصيا تحفظ على المجالين كون الأول وقتيا جدا، والثاني مشكوكا في مصدر المال وشرعيته إلا أنها حال الدنيا.