-A +A
محمد آل سلطان
يبدو أن كلمة «دلع» تستحق أن تكون لفظة 2016، لاسيما بعد أن وصم بها أحد أعضاء مجلس الشورى السعودي ما يقارب المليون متقاعد تجاوز معظمهم الستين عاما.. ولهذا فيا والدي وأخي المتقاعد.. إذا تجرأ أحد أحفادك أو أبنائك وقال لك «يا مدلع!!» فلا تغضب!! ولا يحق لك أن تغضب أيضا لو وصفنا بها الآخرون على العموم من غير أبناء شعبنا!! لأن أحد أعضاء مجلس الشورى الموقر قد قالها ولم يحاسبه أحد!! والمفترض فيه أن يلتزم على الأقل بالحدود الدنيا للياقة الأدبية التي يفرضها التزام أي عضو برلماني تجاه شعبه!!
ومع أني لم أعرف متقاعدا في حياتي إلا ومارس عملا خاصا بعد تقاعده بدءا من حارس الأمن وسائق التاكسي لتحسين دخله ووصولا إلى تأسيس كبرى الشركات الخاصة!!

ولكن مادام الباب مازال مشرعا لوصف فئات عريضة من الشعب بالدلع، ودون محاسبة من الجهات المسؤولة.. فإني أعتذر على الأقل كمواطن سعودي من كل آبائي المتقاعدين وأقول لقد أديتم رسالتكم تجاه أبنائكم ووطنكم بإخلاص، كما أعتذر من كل رجالنا المرابطين على الثغور في جنوب وشمال المملكة وسواحلها وبرها وجوها، والذين سيصبحون في خانة المدلعين عند تقاعدهم بعد أن تشرفوا بتخضيب الوطن بدمائهم.
وأقول إن أخانا عضو الشورى لم يكن يقصد الإساءة لكم وإنما خانه التعبير..!! واعتمد على فهمكم وفطنتكم أيها المتقاعدون في الأرض بدلا من أن يقول صراحة إن صندوق المؤسسة العامة للتقاعد غير قادر فعلا على أن يرفع مرتبات المتقاعدين، وأن الدراسات الاكتوارية تثبت الخلل الكبير فيه.. إضافة للملاحظات والقضايا الأخيرة التي كشفت عنها بعض وسائل الإعلام عن سوء إدارة الصندوق للأموال سواء في داخل أو خارج البلاد، والسفه الذي أديرت به بعض الاستثمارات، وشراء العقارات في مناطق بعيدة عن المناطق المركزية وعدم تكثيفها في مكة المكرمة والمدينة المنورة ككنز استثماري طالما أتيح للمؤسسة طوال عقدين ماضيين..!! كل تلك العوامل وغيرها الكثير تجعل من الصندوق عاجزا فعلا عن الوفاء بمرتبات أعداد المتقاعدين التي ستتزايد في السنوات القادمة، فضلا عن المطالبة بزيادتها، ولهذا فإنه ليس لكم إلا أن تحاولوا أن تتقدموا مرة أخرى للعمل في القطاع الخاص أو تأسيس مشاريع صغيرة مناسبة لكم والاستفادة من كل خبراتكم وعلاقاتكم ومدخراتكم وتسخيرها في سبيل تحسين دخلكم والوفاء بمتطلباتكم المعيشية!! وأنه بدلا من البكاء على اللبن المسكوب في المؤسسة العامة للتقاعد، فضل عضو مجلس الشورى من باب «الميانة!!» أن يتجرأ عليكم وحدكم ليستفز كل مكامن التحدي فيكم لتمارسوا العمل دون أن تزعجوا المجلس الموقر بعرائضكم أو مطالباتكم!!
وهكذا فأنا أؤيد وجهة نظر عضو مجلس الشورى بدون كلمة «دلع» وبدون «أن يسقط السقيفة على الضعيفة!!» في أن يستعد حزب المتقاعدين في الأرض إلى مرحلة أخرى من الكفاح والعمل فالراتب الضئيل من ورائهم والتضخم من أمامهم!!