لم تكن صدفة حين يلتقي مشرق العرب ومغربهم على جناح الشعر والشعور للتعبير عن الآلام والآمال والحب والحنين. حضر الشعراء في الخيمة الثقافية ليضيء ليل عكاظ بالعجم العربي عبر تحولاته، عامودي، وتفعيلي، ونص حديث. ولم يكن ترتيل ثمانية من الشعراء والشاعرات عبئا على بحور الخليل وسيمفونيات موتسارت وورد الطائف المذري نسائمه على واحة من جلال الكلام. حضر الشاعر العراقي عدنان الصائغ ليسطر بمداد الوجع أنات العراقيين ووجل الشعوب العربية من واقعها وتطلعها للخلاص من العنف والتسلط والقهر كون العرب أكثر الشعوب تناغما مع السلام. في حين خلق الشاعر الكويتي رجا العتيبي فضاء من البوح الجميل مستعيدا حكايات وأساطير مناشدا الوعي العربي أن يستيقظ مجددا. ولم يخل شعر الدكتور محمد حبيبي من الأنسنة عبر نصوص تناولت العلاقات الحميمة بين الإنسان والبيئة والمكان والإنسان. وقدم تجربته في قصيدة النثر بصورة شيقة. وكان الشاعر المغربي أحمد الحريشي أنيقا في اختياراته العاشقة ونقيا بكلماته المائية. فيما حمل الشاعر السوداني إدريس نور الدين قبسا من كلام أسلافه الطيبين فانساب في مزامير التصوف ألحانا دوزنها الراحل محمد الفيتوري. وسجل الشاعر الموريتاني الشيخ أبو شجة حضورا مميزا بالقصيدة العمودية الذائعة الصيت ليستحضر روح شعراء عكاظ عبر تاريخ السوق. معرجا على الهموم العربية وخذلان الأمة للوصايا النبوية. والتردي عن حمل رسالة العدل والخير والإحسان. وكان للشاعرتين المغربية حياة نخلي، والمصرية سلمى الفايد حضورا مقبولا في ظل حداثة تجربتيهما. ولم يخل المساء من تفاعل الجمهور من السيدات والسادة متذوقي الشعر، واصطف الحشد جميعه وراء قافلة الجمال.