-A +A
وكالات (جنيف)

في أول هجوم من نوعه في الذاكرة الحديثة للسويسريين أضرم شاب سويسري (27 عاما) أمس (السبت) النار في عربة قطار بواسطة سائل قابل للاشتعال، وطعن بسكين ركابا في قطار، ما أسفر عن جرح ستة أشخاص، منهم طفل وثلاث نساء ورجلان. وأوضحت شرطة مقاطعة «سانت غالن» أنه تم فتح تحقيق جنائي في الحادثة، دون أن تشير إلى دوافع المهاجم الذي أصيب بجروح إلى جانب المصابين الآخرين، وهم طفل في السادسة، وثلاث نساء تبلغ أعمارهن 17 و34 و43 عاما، ورجلان عمراهما 17 و50 عاما.

وجاء في بيان أصدرته الشرطة أن الهجوم وقع في الساعة 2:20 مساء بالتوقيت المحلي (1220 بتوقيت غرينتش)، بينما كان القطار يقترب من محطة ساليز في رحلته بين منطقتي باشس وسنوالد في سانت غالن. ووصل عدد كبير من عناصر الشرطة والإطفاء وسيارات الإسعاف والمروحيات إلى مكان الهجوم. فيما قدرت الأضرار التي لحقت بالقطار بـ 92 ألف يورو.

يأتي ذلك غداة تلقي الجهات الأمنية في سويسرا اتصالا من مجهول، استدعى إعلان حالة استنفار في مطار جنيف.

وكانت سويسرا نجحت في معادلة الحياد، خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، لتنجو من نيران الدول المتصارعة في أوروبا، لكنها ورغم سياسة النأي بالنفس والإجراءات الأمنية المكثفة وقوانين اللجوء والسفر المشدد إلى تلك العاصمة الهادئة إلا أن ملامح اختراق إرهابي يستفز هذا الهدوء. ورفعت السلطات السويسرية مستوى الحذر والإجراءات الأمنية في مطار جنيف بعد أن تلقت الجهات الأمنية بلاغا إرهابيا من مجهول.. هذا البلاغ لفت الأنظار إلى تلك الدولة البعيدة عن التوترات والصراعات الدينية. وإلى إمكانات دولة المال والبنوك.

على خلاف الدول الأخرى التي تبني الجيوش، فإن سويسرا تمتلك جيشا صغيرا جدا إلا أنه مدجج بمختلف أنواع الأسلحة، ورغم صغر هذا الجيش إلا أن المواطن السويسري يتلقى مبكرا التدريبات على السلاح، تحسبا لأي خطر قد يهدد البلاد، حينها تفتح السلطات السويسرية مخازن الأسلحة ويتحول جل سكان البلاد إلى جيش صعب المراس.

وبعد التهديدات في أوروبا في باريس وبلجيكا وألمانيا، وانتشار ظاهرة رعب المطارات في الدول الأوروربية، تخشى هذه الدولة الغنية من خطر وقوع هجمات إرهابية تعكر صفو المدينة وتثير القلق في سوق المال الذي يعتبر المصدر الرئيسي للاقتصاد السويسري.

وتعتبر سويسرا، دولة الأنفاق والملاجئ النووية ومخازن الأسلحة ومرابض المدفعية والصواريخ المحصنة من جنيف إلى دافوس ومن زيورخ إلى لوغانو، وفي الوقت نفسه لا يتجاوز كادرها العسكري النظامي 9000 شخص، معظمهم في سلاح الجو، فيما يبلغ عدد الذين يؤدون الخدمة العسكرية ويخضعون للتدريب ما بين 10 – 15 ألف مجند. وتتركز منظومة الجيش في سويسرا على أسس عدة تتمثل في «عدد قليل من الجنود الكثير من الضباط وضباط الصف الاحتياطيين من المدنيين + الدورات العسكرية التدريبية، جيش كبير يجمع عند الضرورة القصوى».