يتحدى سكان الشريط الحدودي في جازان صواريخ الحوثيين الطائشة والخائبة بممارسة طقوس حياتهم اليومية بلا وجل أو خوف .. ويمضي صغار القرى والبلدات الجنوبية يومهم في اللعب واللهو والتقاط الصور لصواريخ وقذائف الحوثي والمخلوع المحطمة. وتجولت «عكاظ» في قرى وبلدات محافظتي صامطة والحرث ووقفت على استمرار حياة الناس بصورتها الطبيعية ورصدت بالعدسة الرد الميداني على أكاذيب الحوثي والمخلوع وإعلامهما المفضوح الذي زعم أن قرى الشريط الحدودي أصبحت خاوية ومدمرة! وجاءت جولة الصحيفة كرد بليغ وموثق على قوة وإرادة قواتنا الباسلة التي لقنت الميليشيات دروس التحدي والتصميم. الأهالي هنا ينعمون بحياة مستقرة وهادئة وسط عيون يقظة لا تنام تحمي الأرض وتدافع عن العقيدة بكل بسالة وشجاعة.
أولى الجولات كانت في قرية الراحة القريبة من محافظة الحرث على الشريط الحدودي، ولاحظت الصحيفة انشغال الأهالي بحياتهم اليومية، في حقولهم ومقار أعمالهم، دون التفات للقصف العشوائي اليائس من العصابات الانقلابية في اليمن، إذ ينشغل الجميع بمتابعة هدير طائرات القوات الجوية السعودية التي تحلق في سماء المنطقة وتبث مزيدا من الطمأنينة في قلوب الأهالي .. ونالت طائرات الأباتشي إعجاب الجميع لقدراتها الفائقة على ردع الحوثي وأنصار المخلوع علي صالح.
في كل يوم يخرج الشبان والأطفال إلى ساحات البلدة لممارسة كرة القدم التي تستهوي الجميع، إذ تحرص البلدات على تخصيص ميادين للكرة وسط حضور كبير من المتفرجين وهواة المستديرة، ويقضي غالب أهل البلدة ساعات يومهم في الحقول الزراعية ويتفرغ بعضهم لرعي الأغنام والمواشي دون اكتراث بالحوثي وأعوانه.
في المقابل، تعج أسواق الفواكه والخضراوات بالمتسوقين صباح كل يوم، وتزدحم المتاجر بالزبائن. ويسجل سكان محافظة الحرث وقراها ومحافظة صامطة أروع صور الشجاعة والبسالة والولاء من خلال ثباتهم أمام قذائف العدو.. ويرسمون أبهى صور التحدي في البقاء في بيوتهم وحقولهم وأعمالهم ومراعيهم وفي الوقوف إلى جانب القوات المسلحة ورجال الأمن في تلاحم فريد.
إصرار وتحدٍ
«عكاظ» التقت بعض المواطنين في محافظة الحرث، فأكد محمد العبدلي أن أصوات المدافع السعودية التي تدك حصون ومخابئ الحوثيين أصبحت امرا طبيعيا، بل تشعرهم بالأمن والامان، الأعداء لن يحققوا مبتغاهم فرجال أمننا يقظون ويتابعون كل شيء ولا تخلد عيونهم للنوم.
سكان محافظة صامطة والحرث والطوال قدموا شكرهم للقوات المسلحة وحرس الحدود وفرق المجاهدين الذين يحمون حدود الوطن، وأكدوا أنهم يعيشون في استقرار وهدوء، مشيرين إلى أنهم في صف واحد مع المرابطين للذود عن حدود الوطن. وأجمع الأهالي على أن قذائف المعتدي الطائشة لن تثير الرعب في نفوسهم بل تزيدهم إصرارا على البقاء في قراهم وحقولهم، «نحن مستعدون في أي لحظة للدعم والمساندة إلا أن رجال الأمن المرابطين أبطال يضحون بأرواحهم ويبذلون كل ما لديهم لحمايتنا وحماية حدود الوطن ولا يحتاجون منا لأي دعم، ولا نملك إلا تشجيعهم والفخر والاعتزاز بما يقومون به من أدوار بطولية واعتاد كثير من مشايخ وأهالي محافظة الحرث على زيارة الوحدات المرابطة على الحدود الجنوبية تضامنا معهم وتقديرا لهم على مرابطتهم.
العين الحارة
وقال محمد الكعبي إن جنودنا البواسل يستقبلون في كل يوم وفودا من القرى «اللقاء يهدف إلى مؤازرة الجنود المرابطين وتقدير دورهم في الذود عن حمى الوطن، لأن الجميع في قارب واحد .. ورجال الأمن يؤكدون دوما لنا أن الوضع مطمئن والأمور تسير وفق ماهو مرسوم ومخطط له».
رصدت «عكاظ» الحياة الطبيعية التي يعيشها الأهالي الذين أكدوا أن حياتهم تسير كما كانت في السابق، ولا يوجد أي تغيير، بل إن هناك زوارا مازالوا يتوافدون على المحافظة للاستمتاع بأجوائها الطبيعة ومتنزه العين الحارة. ويقول إبراهيم جابر عريشي إنه قدم مع أسرته لمتنزه العين الحارة الواقع في الحرث ولم يلاحظ أي شيء يدعو للقلق، «شاهدت القوات العسكرية تنتشر بكثافة على الشريط الحدودي ..وجود الأبطال يبث فينا الشجاعة والتحدي والصمود».
ويرى محمد سالم العبدلي أن الحياة في القرى والبلدات الجنوبية احتفظت بطابعها وطقوسها المعتادة برغم محاولات الحوثي وصالح تعكير الصفو بقذائفهما وقصفهما الطائش والعشوائي.