-A +A
محمد أحمد الحساني
سوف أتحدث عن الواقع وليس عن الأحلام! والواقع يؤكد أن المناطق السياحية الجميلة الطبيعية في بلادنا لم تهيأ بالشكل المناسب لتكون جاذبة للسياح من الداخل، ناهيك عن كونها جاذبة للسياح من الخارج، ولذلك فلا نجاح للدعوات الإعلامية والاجتماعية لتنشيط السياحة الداخلية إذا لم تسبقها تهيئة للمناطق السياحية، وهو الأمر الذي ظل يدعو إليه المؤمنون بالسياحة الداخلية منذ عدة عقود ولكن ما تحقق لم يكن على المستوى المأمول إطلاقاً.
لقد قرأت في هذه الصحيفة في الآونة الأخيرة تحقيقاً صحفياً عن السياحة في مدينة أبها، تضمن أن أهم حديقة في المدينة أغلقت في وجه السياح بعد فتحها لأسباب غير مقنعة وأن الخط الوحيد الذي يصل أبها بمنتجع السودة يعاني من زحام وفوضى المركبات وأن الأسعار منفلتة، وأن سياحاً من الخارج جاؤوا لقضاء أيام في أبها اضطروا للعودة من حيث أتوا لعدم شعورهم بالارتياح بسبب نقص الخدمات السياحية الأساسية.
وفي مدينة الطائف تغنت أمانتها بحديقة الردف وقد زارها المصطافون في العام الماضي عقب افتتاحها فوجدوها جيدة تستحق الارتياد ثم زارها بعضهم في الصيف الحالي فوجدوها مغلقة وبجوارها سوق شعبية مؤقتة والسكون يسكن الحديقة ونافورتها الراقصة!
وفي جميع المواقع السياحية لا توجد خدمات أساسية مناسبة مثل دورات المياه أو الجلسات العائلية العامة المهيأة للشواء المزودة بالماء، بل جلوس في العراء أو استئجار شقق مكتومة أو غرف في فنادق لا يطيق رسومها الفقراء.
وعندما نتحدث عن سفر عشرات الآلاف من الأسر خلال شهور العام صيفاً وشتاءً وربيعاً وخريفاً إلى خارج الوطن بحثاً عن سياحة نظيفة مناسبة فإن علينا أن ندرس الأسباب التي أدت إلى توسع رقعة السياحة الخارجية وأن نتذكر عدداً أكبر من المواطنين غير القادرين على تكاليف السفر إلى الخارج بل ولا مواجهة تكاليف السياحة الداخلية المدفوعة الثمن من فنادق وشاليهات وشقق مفروشة مع نقص حاد في الخدمات الأساسية العامة، فلعل جهات الاختصاص تفعل شيئاً لمن بقوا متمسكين بالسياحة الداخلية قبل أن يلحقوا بإخوانهم الذين فضلوا السياحة الخارجية على الداخلية، لأن الدول المستقبلة فهمت أن السياحة صناعة فأتقنتها ولم تكتفِ بالكلام والخطط الورقية والدعوات المكتوبة بالحبر الجاف.. ومن تحت اللحاف!

للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 738303زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة