-A +A
«عكاظ»(عسير)، عبدالله القحطاني (أبها)
ترتدي شوارع مدينة أبها البهية عباءة من الحديد (الخردة) يكتم أنفاسها، ورغم أن أمانة منطقة عسير تعمد إلى وضع ملصقات على السيارات الخربة في شوارع الأحياء ومداخل وساحات المنطقة الصناعية إلا أن السيارات الخربة والمصدومة تظل في مواقعها وتتحول بمرور الأيام والسنوات إلى أماكن تؤوي القطط والكلاب الضالة.
وفي جولة «عكاظ» في أحياء أبها رمى عدد من المواطنين الكرة في ملعب الأمانة، مؤكدين أن مضاعفة العقوبات على أصحاب السيارات القديمة كفيلة بتنظيف المدينة من ركام الحديد. وفي سياق متصل بالجولات، تنطلق ذات صباح في شريان عقبة (شعار) وبعد عدة دقائق تتوقف أنفاس الحركة في العقبة الضيقة نظرا لوقوع حادثة مرورية بين شاحنة وسيارة صغيرة، وعندها تكتشف أن الحوادث في عقبة (الهلاك) -كما يسميها الأهالي- تستنفد الوقت، ما يجعل الأهالي والعابرين يطالبون بإيجاد شريان بديل لعقبة شعار.
وفي وادي تيه الممتد مسافة 48 كليومترا يعاني الأهالي من متلازمة العطش يوميا، فلا آبار ولا خزانات لمد سكان قرى الوادي بـ (إكسير الحياة)، ما يتطلب معه الأمر السفر إلى أبها على مسافة 40 كيلومترا لجلب المياه بالصهاريج.

في شوارع أبها، ثمة مشاهد تصدم النظر تتمثل في هياكل السيارات الخربة والمصدومة، ويصبح هذا المشهد أكثر حضورا في المنطقة الصناعية ومدخلها، ورغم أن وكالة أمانة عسير تضع بصمتها على السيارات الخربة (تزال من قبل الأمانة والمرور) ليتم نقلها من موقعها، لكن تظل بعض السيارات القديمة في موقعها لأشهر أو سنوات عدة دون أن يتم سحبها. وحمل عدد من المواطنين أمانة عسير مسؤولية سحب السيارت القديمة من وسط المدينة (البهية)، مؤكدين أن مشهد الحديد المتراكم في الشوارع يصدم النظر.
«عكاظ» تجولت في بعض أحياء أبها، ومنها حي السامر وحي شمسان وحي العرين ووسط أبها واليمانية وحي ذرة، التي تكثر فيها تلك السيارات التالفة، والتقت عددا من الأهالي المتضررين من وجود تلك السيارات، مؤكدين أنها تشكل خطورة على أبنائهم، خصوصا أنها تؤوي القطط والكلاب الضالة وتتراكم حولها النفايات.
ويصف سالم عبدالله العسيري المشهد بقوله «منظر المركبات يصدم العين، سواء جوار الورش أو داخل الأحياء، إذ تترك لشهور دون اتخاذ عقوبات على أصحابها».
ويضيف أن الحديد المتراكم على مداخل المنطقة الصناعية يمنع العبور إلى مجمعات الورش، لافتا إلى أن بعضها تحولت إلى قطع تشليح وهي في موقعها.
وطالب عبدالرحمن الشهراني (سائق سطحة بصناعية أبها) بوضع نظام لتسجيل مخالفة مرورية على جميع المركبات المتعطلة والمتوقفة في مكان عام وسط الصناعية، وقال «الشيء الغريب أن أمانة عسير تضع ملصقات لإزالة السيارات الخربة ولكن لا يلتزم أصحابها بالإزالة، لذا يتوجب تعزيز العقوبات ضد أصحاب هذه السيارات».
وقال عبدالله عبدالرحمن عسيري إن السيارات الخربة في شوارع صناعية أبها من المشاهد الصادمة، وهذا يؤثر على مجال عمل أصحاب (السطحات) لأننا لا نجد مكانا للتوقف.
من جهته، أوضح عبدالعزيز محمد أن السيارات الخربة تصبح بمرور الأيام حاويات لرمي النفايات وتتسبب في مضايقة سكان الأحياء القريبة من المنطقة الصناعية.
ناصر حمدان القحطاني (من سكان حي ذرة) قال إن السيارات الخربة داخل الأحياء السكنية تشكل خطورة بالغة على الساكنين في المنازل المجاورة، ويكمن في أن بعضها قد يوجد به بقايا بنزين في خزاناتها، ما قد يكون مصدرا للعبث وإشعال الحريق فيها، وطالب القحطاني بتدخل أمانة عسير بجمع تلك السيارات ووضعها في المكان المخصص لمثل ذلك وتخليصنا منها في أقرب وقت ممكن.
وقال مسفر فراج الشهراني (من سكان اليمانية بوسط أبها) إن السيارات القديمة تشكل خطرا كبيرا على الأطفال الذين يعبثون بها، كما تتسبب في حدوث إصابات وجروح لهم.