منازل سكان الداير بني مالك قريبة من العلامات الحدودية مع اليمن الشقيق، ولم يؤثر هذا القرب على طبيعة حياتهم. يقول أحدهم لـ«عكاظ»: نحن لا نهاب الموت، بل مستعدون لدفع دمائنا دفاعا عن بلادنا. قرب المسافة أحيانا لا يتعدى أمتارا قليلة. ويعتبر الأهالي قرب المسافة فرصة نادرة في المشاركة دفاعا عن العقيدة والوطن بالروح، كما يعتبرون قذائف الانقلابيين مجرد مغامرات بائسة تقابلها قواتنا المسلحة السعودية بالحزم والقوة والشدة. كما أن هدير المقاتلات السعودية تفرض هيبتها في كل شبر من الشريط الحدود الممتد.
نزهة في الداير
«عكاظ» التي قضت ساعات طويلة في الداير بني مالك وسكانها رصدت بالصورة والقلم سير الأمور كما كانت قبل العاصفة إذ تعمل الجهات الحكومية والخدمية بالنسق ذاته تنظيما وانضباطا وخدمة للمواطن، كما تعمل المشاريع الجديدة بالحيوية والنشاط ذاته لاستكمال أعمالها في الوقت المحدد. وبرغم صعوبة تضاريس جبال الداير وجبالها الوعرة فإن قواتنا المسلحة تتغلب وتتحدى كل الظروف الجغرافية لملاحقة الانقلابيين وردهم على أعقابهم مهزومين مدحورين، ولم تستطع ميليشيات الحوثي وصالح التقدم شبرا واحدا، فخلف الجبال العالية رجال وهمم عالية لا يهابون الموت يواجهون كيد المعتدي بالعزم والإصرار. يقول مفرح علي المالكي الذي وصل مع أسرته إلى الداير بني مالك لقضاء إجازته قادما من الرياض «وصلت إلى هنا للاستمتاع بالطبيعة الخلابة.. وسعدت بأن كل شيء هنا على ما يرام، الأوضاع مطمئنة ولم أشعر باختلاف بين الرياض العاصمة والداير وبقية قرى الشريط الحدودي».
دروع متينة
جولة الصحيفة امتدت من الداير بني مالك إلى بقية القرى والبلدات في عفرة وملزوز وضهياء والحبيل بآل محمد وجبل آل يحيى وجبل آل زيدان، لتنقل حالة الهدوء والاستقرار التام الذي تعيشه القرى وممارسة المواطنين والمقيمين أعمالهم. ويشير عدد من سكان قبائل آل محمد إلى أن الأوضاع هنا آمنة وهادئة بفضل وجود البواسل في كل شبر من أرض الوطن. ويرى حسن علي جبران المالكي أن الأهالي يدركون تماما أن الدفاع عن الأرض عقيدة ثابتة لا تتغير، «لن نرضى بأن يمس وطننا لا من قريب ولا من بعيد، نحن دروع ضد كل من يحاول العبث ببلادنا ولا نهاب الموت» .
الأهالي مطمئنون
وقال سالم علي جابر المالكي: القبائل الحدودية بالداير بني مالك تقف حصنا حصينا وسدا منيعا في وجه كل من يحاول العبث بأمن واستقرار هذه البلاد الطاهرة وأن وجود عدد من نقاط رجال حرس الحدود وبعض الجهات الأمنية الأخرى المتمركزة في مواقع مختلفة يشعر الجميع بالطمأنينة.
وبين حسن سالم جبران المالكي أنهم يعيشون في هذه القرى منذ مئات السنين ولا يفكرون في النزوح من ديارهم التي تربوا عليها وعشقوا ترابها وهي آمنة بفضل من الله ثم بسهر الرجال البواسل الذين يفدون الوطن بأرواحهم. وأضاف أن الكل سعيد بنصرة الأشقاء اليمنيين.
وأفاد سالم علي جابر المالكي أن أهالي القرية البالغ عددهم ستة آلاف نسمة يدركون حقيقة الأوضاع في اليمن وتأثيراتها على الدول المجاورة وهذه الحقيقة تدفعهم أكثر للدفاع عن الأرض وردع كل متآمر عابث.