طالب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بضرورة رفع الحصار الذي تفرضه الميليشيات الانقلابية على المدن اليمنية والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين، مؤكدا أن لقاءه مع وزير الخارجية الأمريكي أمس كرس لمناقشة رؤية خريطة الطريق لليمن.
وأوضح «الجبير» في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأمريكي جون كيري في جدة أمس (الخميس) أن الطرفين ناقشا العديد من القضايا وأهمها الدفع بالعملية السياسية في اليمن إلى الأمام بناء على المرجعيات الثلاث، وكذلك الإجراءات الأحادية الجانب التي قام بها الحوثي وصالح، وأكدا رفضهما لكل تلك الخطوات، موضحا أن المملكة حريصة على استقرار اليمن وإدخال المساعدات الإنسانية للمحتاجين.
وأضاف: نأمل أن يكون هناك تجاوب من الميليشيات الانقلابية مع المجتمع الدولي ونناشد جميع الأطراف لدعم جهود مبعوث الأمم المتحدة وإنجاحها، مبينا أن الانقلابيين استولوا على المدن اليمنية بقوة السلاح، وحاولوا قتل الرئيس الشرعي، والمملكة استجابت لطلب الرئيس في الداخل لحماية الشرعية، وضمان أن لا يقع اليمن في قبضة ميليشيا حزب الله وإيران.
وأعرب الجبير عن استغرابه من الصمت الدولي، حيال المجازر والتجاوزات التي يرتكبها الحوثيون بحق المدنيين، قائلا: «لم نلمس انتقادات للميليشيات على تجنيد الأطفال وحصار المدن واستهداف أراضي المملكة».
وقال الجبير: بحثنا في اجتماعنا مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة أفكاراً تعبر عن رغبة دول التحالف في الوصول إلى حل سلمي في اليمن. وأضاف: كما بحثنا أفكاراً لدحض حجج ميليشيا الحوثي وصالح لإفشال المشاورات. ونحن نعتقد أنه لا توجد أي حجة لأي طرف بأن يقول إن الصيغة المقترحة الآن غير مكتملة، وعلى الحوثي وصالح اغتنام الفرصة للوصول إلى حل سلمي.
وأشار الى أن الحوثيين احتلوا صنعاء بالقوة في الوقت الذي كانت القوى السياسية تعمل على كتابة دستور جديد. ويودون أن يكون لهم حق الفيتو على قرارات اليمن، وهم لا يمثلون سوى 10% من سكانه.
من جهته أوضح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أنه التقى، خلال زيارته، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وعددا من قيادات المملكة، وناقشنا الكثير من المسائل التي تواجه المنطقة، التي وصفها بـ «الجوهرية والمهمة» لعلاقات المملكة بالولايات المتحدة الأمريكية.
وقال كيري إن المقاربة الجديدة للحل باليمن تقوم على خطة لإنهاء القتال وتحقيق سلام دائم ووقف سفك الدماء. وأكد أن بلاده ملتزمة بأمن واستقرار المملكة، مشيرا إلى أن المسؤولين السعوديين أطلعوه على صور لصواريخ من إيران استخدمها الحوثيون في الاعتداء على المملكة. وعبر عن قلق الولايات المتحدة من هجمات الصواريخ على المدن الحدودية للمملكة. وأكد حق السعودية ودول المنطقة في الدفاع عن مواطنيها وحدودها من أي صواريخ أو هجمات، مشدداً في الوقت نفسه على أن هذه الاعتداءات لا تمثل تهديداً للمملكة فحسب، بل لكل المنطقة، وللولايات المتحدة الأمريكية.
وأكد أن استمرار شحن الصواريخ إلى اليمن يهدد أمن المنطقة. وطالب بضرورة العودة إلى وقف إطلاق النار بأسرع وقت، والسماح لقوافل المساعدات بالدخول إلى كل أرجاء اليمن، مبينا أن الوضع الإنساني في اليمن هو الدافع لتحركاتنا الدبلوماسية، مشيرا إلى أن السعودية تدعم جهود الأمم المتحدة الرامية لإعادة الأطراف إلى طاولة المشاورات. ولفت إلى أن دول مجلس التعاون اتفقت على المسارين السياسي والعسكري في مسار واحد، إضافة إلى التشكيل السريع لحكومة وحدة وطنية وشراكة لكل الأطراف، ونقل الأسلحة الثقيلة من الحوثيين إلى طرف ثالث، وتحريم نشر الأسلحة المحرمة في اليمن، التي تهدد المياه الإقليمية ودول المنطقة.