-A +A
حسن باسويد (جدة)

كشف تقرير أعده معهد واشنطن لسياسات الشرق بأن «حزب الله» فقد أكثر من 1600 مقاتل وما يزيد على 500 جريح خلال تدخله في سورية. وهذه الخسائر البشرية قد كبدت الضرر الكبير ببنية الحزب العسكرية.

وأشار كاتب التقرير نافاد بولتك إلى أنه على المسار الاجتماعي فإن 60% من القتلى كانوا من جنوب لبنان وكل عائلة شيعية في الجنوب اللبناني فقدت أحد أفرادها جراء تورط «حزب الله» في الأزمة السورية. وقد ألقت ضعف المواد المالية للحزب بسبب الحصار الاقتصادي من قبل المنظمات على الداعم الرئيسي له (إيران) وهبوط أسعارالنفط دوليا، ما أثرعلى الدعم السنوي الذي تقدمه طهران للحزب، إضافة إلى إصدار الحكومة الأمريكية قرارا بتجميد أرصدة الحزب وعدد من قادته وأتباعه في جميع أنحاء العالم؛ بسبب ثبوت تورط عدد من المنتمين للحزب في عدد من الجرائم الدولية كتهريب المخدرات وغسل الأموال، وتجارة الأسلحة، وغيرها. وهذه التحديات ألقت بظلالها على موارد الحزب وتمويله لقواته في سورية وعدم تمكنه من دفع رواتب أفراده والعاملين في مؤسساته وتقليص دعمه للأسر الشيعية التي فقدت أفرادها في المستنقع السوري.

في بداية الأزمة السورية أنكر حسن نصرالله تدخل حزبه في الشأن السوري، ولكن في عام2013، وعندما انكشف تورط عناصر الحزب في دعم نظام بشار الأسد، عندها ادعى نصرالله بأن مشاركته القتال في سورية هو مسعى حماية للبنان، «الشيعة في لبنان»، والأماكن المقدسة الشيعية في سورية من الإرهابيين، إلا أن الحزب ارتكب مجازر وصفتها منظمات حقوقية بأنها إبادة جماعية بحق الشعب السوري.

وتوغل الحزب في المستنقع السوري، وسيطرته على القرار السيادي في الحكومة اللبنانية أدى إلى ارتفاع حدة التنافر الطائفي بين السنة والشيعة في البلاد، وهذا لم يكن موجوداً بتلك الحدة من قبل. ورغم تصريحات نصرالله الأخيرة بتواصل عملياتها العسكرية جنباً إلى جنب مع الميليشيات الإيرانية في ريف دمشق وحلب والقصير وجميع المناطق السورية لدعم نظام الأسد إلا أن المؤشرات الأخيرة تشير إلى أن الاستنزاف في الموارد البشرية والمالية للحزب قد يؤدي إلى إيقاف تلك النشاطات العسكرية في الوقت القريب. وصنف الحزب كمنظمة إرهابية من قبل الجامعة العربية ودول الخليج العربي؛ بسبب التدخلات الصريحة له في العديد من الشؤون الداخلية لعدد من الدول في المنطقة ودعمه لعناصر موالية لإيران.