-A +A
عبدالرحمن باوزير (جدة)
في ضوء الإجراءات الأمنية المشددة التي تفرضها سلطات المطارات الأمريكية، حذرت الملحقية الثقافية السعودية في واشنطن الطلاب المبتعثين من تضمن هواتفهم الذكية وحواسيبهم ملفات مشبوهة كمواد لأماكن الصراع ومقاطع لتنظيمات إرهابية، حتى لا يكونوا عرضة لشكوك سلطات المطارات، ما يترتب عليه تبعات خطرة قد تصل إلى إلغاء التأشيرة.
وألغت السلطات الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر نحو 122 ألف تأشيرة خلال 14 عاماً الماضية (2001-2015)، تحت بند «الإلغاء الاحترازي»، بحسب ما أعلنته شركة الأبيض وشركاؤه للمحاماة (White & Associates).

تحذيرات الملحقية جاءت بعد عدة حوادث استجواب مبتعثين قدموا لمطارات الولايات المتحدة الأمريكية لاستئناف دراستهم بعد إجازة الصيف 2016، بيد أن الملحق الثقافي في واشنطن الدكتور محمد العيسى أكد في تصريحه إلى «عكاظ» ندرة حالات إلغاء التأشيرة نتيجة محتوى الأجهزة المحمولة للمبتعثين، مشيراً إلى أن نحو 90% من حالات إلغاء التأشيرة التي بلغت 60 حالة أخيراً تكون لأسباب مخالفة نظام التأشيرة والمتعلقة بالدراسة.
وجاءت التحذيرات لحماية الطلبة من التعرض للاستجواب من قبل السلطات الأمريكية في المطارات، وإلغاء التأشيرة، وعدم السماح لهم بدخول الولايات المتحدة الأمريكية، حتى أن رئيس نادي الطلبة السعوديين في جامعة ميزوري عبدالعزيز المقرن أكد أن سلطات المطار بدأت في تفتيش أجهزة الطلاب المحمولة لمن تشتبه به.
وأوضح المقرن في حديثه إلى «عكاظ» أن بعض الطلاب تتضمن أجهزته مقاطع لتنظيمات متطرفة ومن مناطق الصراع، ما يجعله عرضة للتحقيق وأحياناً لإلغاء تأشيرته «الفيزا»، «حتى وإن كانت الصور أو المقاطع وصلته عبر الواتس أب».
وتورد الكاتبة بقضايا المبتعثين الأمنية والاجتماعية كوثر خلف 12 سبباً محتملا قد يلغي تأشيرة الطلبة المبتعثين، وقالت لـ«عكاظ» إن الأمر غير محصور في مقاطع الجوال ومواقع التواصل الاجتماعي، بيد أن الوضع الدراسي للطالب وفترة انقطاعه عن الدراسة له تأثير، مطالبة في الوقت ذاته بضرورة توعية المبتعثين في الجوانب الأمنية والاجتماعية قبل ابتعاثهم.
وترى كوثر خلف مؤلفة دليل الأمهات السعوديات بأمريكا أن السبب الأول يكمن في القيام بأنشطة مخالفة لنوع التأشيرة، مثلا التأشيرة المخصصة للدراسة غير مسموح لحاملها بالعمل إطلاقاً، إلا ضمن حدود مشروطة، وبإذن رسمي. كما أن تجاوز الزمن المخصص في المكوث بالبلد المضيف للدراسة يعد سبباً مهماً لإلغاء التأشيرة، إضافة إلى إمكانية إلغاء التأشيرة كإجراء إداري كتصحيح خطأ مثل ترتيب الأرقام في تاريخ الميلاد، وانكشاف نوايا من حامل التأشيرة ضد هدفها؛ مثلا تخطيط شخص للإقامة الطويلة في البلد المضيف في حين أن تأشيرته لفترة محددة، ولهدف معين ينبغي له أن يغادر بعده لبلده الأم.
وتضيف طالبة الدكتوراه كوثر: «يتم إلغاء التأشيرة دون أسباب عندما تكتشف السلطات أنك أسأت استخدام تأشيرة قديمة منحت لك، كما أنه في حال الاشتباه بخطر القادم على البلاد أمنياً، سياسياً، صحياً أو اقتصادياً تلغى التأشيرة، أو في حال أزيلت من الجواز أو مزقت».
كما أن التأشيرة تلغى في الحالات التي لم يعد الشخص الحامل لها مستوفياً لمتطلبات الحصول عليها، والبقاء في البلد المضيف دون دراسة في الجامعة أو المعهد، أو التقطع بالدراسة وكثرة الغياب وقضاء شهور طويلة خارج بلد الدراسة، إضافة إلى شك السلطات بأن وجود حاملها في الأراضي الأمريكية يشكل تهديداً أمنياً محتملا، وذلك من خلال ميوله التي بدت لهم من خلال ربما صور ملفاته في التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك أو التويتر، بحسب ما تؤكده خلف.
وتنهي كوثر خلف الأسباب التي قد تلغي تأشيرة الطلب بوجود عدد مبالغ فيه وكبير من صور الأطفال أو القصر في حساباتك أو جوالك آو حاسوبك الخاص، ووجود برامج غير أصلية في أجهزتك، وأفلام وأغان مخزنة بشكل غير قانوني، أو منسوخة.