-A +A
عبدالرحمن محمد المطوع
تتآكل في هذا التوقيت البنوك السويسرية، التي عُرف عنها أنها الملاذ الآمن على مستوى العالم من الاهتزازات والنكبات الاقتصادية والسياسية.
ففي دراسة حديثة تبين أن البنوك السويسرية تقلصت إلى 117 بنكا في 2016، بعد أن كانت في 2005، 181 مصرفًا، أما بسبب الاندماج أو الاستحواذ أو التصفية. وأن هناك انخفاضا في أداء الصناديق الخاصة مع تراجع تدفقات الأموال، ويتوقع أن تتراجع أعداد البنوك بنسبة 30%. ويعزا هذا الأمر إلى انخفاض العوائد وتآكل الأرباح، وانحسار تدفق النقد الجديد. نحن نتحدث عن 1.5 ترليون دولار هي موجودات 87 بنكا خاصا فقط، ما عدا بنكي كريدي سويس ويو بي إس. شكا لي صديق سويسري عن الحال اليوم، وهو يتحدث عن الأيام الخوالي في سويسرا، حينما كان المال ينكب من الخليج والدول العربية الى جنيف بمليارات الدولارات، واليوم تقدم لك بعض البنوك فائدة سالبة يعني أنك تدفع مالا كي تودع الكاش لماذا؟ لأن البنك يتحمل كلفة عالية جدًّا في سبيل أنظمة الأمان والموظفين والكهرباء وغيرها، كما أن عملية الاقتراض متراجعة؛ ففي السابق كانت البنوك تعطي أصحاب المشاريع 70% من قيمة مشاريعهم الجديدة تمويلا من البنك، أما الآن فلا تتجاوز 40% مع التحفظ الشديد في الاقتراض خوفا من التعثر. هل تبخر الحلم السويسري؟ لا نتمنى هذا، لأن الاقتصاد أصبح مرتبطا بشكل أكبر، وما يؤثر على الغرب أو الشرق يؤثر علينا، والدعوة بعودة الأمور إلى نصابها في كل العالم الاقتصادي.


almotawa@gmail.com
@aalmotawa