-A +A
زياد عيتاني (بيروت)
عندما توجه الأمير الراحل سلطان بن عبدالعزيز عام 1960 إلى اليابان، كان يدرك بحكمته وبرؤيته الثاقبة أنه يزرع في هذه الزيارة سنبلة ستنبت حباً ليحصد الأبناء من بعدها قمح الحكمة في تلك البلاد البعيدة.
وبعد 56 سنة ها هو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يخطو إلى الأمام في تعزيز الشراكة السعودية - اليابانية والتي تعتبر من أهم الشراكات التي يمكن للبلدين أن يعقداها، إن من حيث حجم الدولتين اقتصادياً أو من حيث القدرة والرغبة في البلدين على النظر إلى المستقبل والطموح نحو التغيير والتطور.

عام 1997 وعبر الملك الراحل فهد بن عبد العزيز وقعت «الشراكة الشاملة نحو القرن الحادي والعشرين» بين البلدين ثم كانت زيارة الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز إلى اليابان عام 1992 حيث وقع «التعاون السعودي الياباني».
الشراكة بين المملكة واليابان هي ليست شراكة أموال ولا سلعا تجارية ولا منتوجات صناعية وإن كانت كل هذه الأشياء لا بد أن تأتي في حصاد هذه الشراكة، إنما هي شراكة حضارية لأن القيادتين في الدولتين تؤمنان بأن السلام والتطور مدخلهما الاستقرار، وأن تكريس الاستقرار يكون عبر تشجيع الحوار بين الحضارات، فكيف إن كان هذا الحوار بين حضارتين عميقتين في ذاكرة الإنسان، هي حضارة الإسلام وحضارة أهل اليابان.