-A +A
الحد من حالات تهريب الحجاج غير النظاميين الذي ساهمت في إنجاحه الإجراءات الأمنية والخطط المحكمة يؤكده مهرب سابق عمد إلى تهريب الحجاج في الأعوام الماضية، بيد أنه توقف عن العمل الذي اعتبره «محرما شرعا ومخالفا للقانون».
وتكشف مصادر أمنية عن استخدام الحجاج غير النظاميين لمناطق خطيرة كجبال الهدا، والمجازفة بأنفسهم، حتى أن كثيرا منهم لا يعلم تضاريس المنطقة، وأن الدوريات الأمنية موجودة في قمم الجبال وتصل إلى أسفل جبل المعسل. ويؤكد مصدر أمني أن الوجود الأمني يصل إلى أسفل الجبل، وبلغة واثقة يقول: إنه «لا مفر إطلاقا لأي مخالف».

ويوضح المهرب -الذي اشترط عدم ذكر اسمه- في حديثه إلى «عكاظ» أن أغلب طرق التهريب باتت مكتظة بالدوريات الأمنية ودوريات «المجاهدين»، مبينا أن المهربين في العامين الماضين استخدموا طريقين في نقل الحجاج غير النظاميين من جدة إلى المشاعر المقدسة.
ويقول: إن الطريق الأول يبدأ من طريق الساحل (جدة - جازان)، ويسلك المهرب عادة كوبري «عمق» في اتجاه طريق غير المسلمين، حتى طريق «العكيشية» (جنوب العاصمة المقدسة)، ولتجنب نقطة التفتيش يعمد المهربون إلى إنزال الحجاج غير النظاميين قبل النقطة ليسيروا مشيا على الأقدام فوق جبل ويلتفوا على الطريق بعد نقطة الفرز، ويركبوا سيارة المهرب مجددا.
فيما يظهر الطريق الثاني الأكثر صعوبة، إذ لا يستطيع المهرب السير فيه إلا في ساعات الليل المتأخرة. ويوضح المهرب السابق أن الطريق يبدأ في طريق «غير المسلمين» المؤدي للهدا والمنبثق من خط الساحل، ويتم استخدام أحد الأحياء أو القرى المهجورة وغير المأهولة بالسكان، ويتم قطع أحواش للأغنام، ويأخذ أحد الرعاة 200 ريال على كل سيارة.
ويأتون عبر المخططات الجنوبية لمكة، ويتم تجاوز نقطتي تفتيش عبر سير الحجاج على أقدامهم، في الوقت الذي يؤكد فيه المهرب أن العام الماضي والعام الحالي شهد كلا الموقعين إجراءات أمنية مشددة حالت دون نجاح كثير من عمليات التهريب.
ويجزم المهرب أن طريق (مكة - جدة) القديم بات غير صالح للتهريب كونه مكتظا بالدوريات الأمنية، مشيرا إلى أن كثيرا من المهربين يتورطون في تناول حبوب مخدرة حتى يعملوا لأيام متواصلة دون انقطاع، موضحا أن أسعار التهريب تبدأ من 500 ريال للمخالفين من حاملي الإقامة الرسمية، فيما يصل سعر تهريب الحاج غير الحامل لإقامة ألف ريال.
ومن حي شمال مدينة جدة على طريق المدينة المنورة، تنتشر صفقات التهريب في التجمعات العمالية، وتوزع أرقام المهربين وسط حشود العمال وسكنهم، وعادة ما تبدأ رحلات التهريب من العصر حتى الساعة الثالثة فجرا، ويكون أغلب الركاب من جنسيات آسيوية وعربية.
ويعمد المهربون إلى نزع كراسي السيارة (المراتب) حتى تحمل السيارة أكبر قدر ممكن من الحجاج غير النظاميين، وسط تحذيرات من المهرب السابق الذي تحدث لـ«عكاظ» عن إمكانية نهب الحجاج.