النظام السياسي الذي تبناه العراقيون القادمون فوق أرتال الدبابات الأمريكية، بعدما سهلوا احتلال عاصمة بلدهم، هو نظام تعددي يقوم على تقسيم طائفي واثني، ويعمل من خلال «ترويكا» ثلاثية، تمثل المكونات الأكبر في العراق، الأكراد والسنة والشيعة.
ويقدم العراقيون أنفسهم للعالم من خلال هذا النظام، ويطالبون الاعتراف به، والتعامل معهم من خلال أدواته وقنواته، بل يؤكدون للجميع أنه الشكل القادر على تمثيل المكونات تمثيلا واقعيا، وتحقيق العدالة لها دون تمييز أو تهميش.
فلماذا يغضبون إذا انتظم الدبلوماسيون العرب والأجانب، ضمن هذا المسار السياسي، وتواصلوا مع المكونات السياسية، وتعاملوا من خلاله، خاصة تلك التي تتقاطع معهم، وتعتبرهم عمقهم المذهبي والعرقي.
سيبقى العراقيون «عربا وكردا» أولا، ومسلمون «سنة وشيعة» ثانيا، والسنة ضمن هذا الطيف الواسع يمثلون ثلثي العراق، فالسنة العرب والأكراد يمثلون 70% من التعداد العراقي.
السفير السعودي «ثامر السبهان» مثله مثل كل السفراء في بغداد، اضطر أن يتعامل مع هذا الشكل السياسي الذي ارتضاه سياسيو 2003م، ولم تختره لا السعودية ولا الدول العربية المهمومة بالعراق، وهي العضو الأصيل في منظومة الأمن والسياسة العربية.
العراق له نظام سياسي جديد مختلف عن محيطه العربي، اجترحه الأمريكان والإيرانيون، ليسهل لهم التحكم في هذا البلد الغني نفطا وموقعا إستراتيجيا، والسفراء والممثلون الدبلوماسيون، يتعاطون مع المنظومة السياسية فيه حسب تركيبتها وثقلها.
اللبنانيون على سبيل المثال، لا يغضبون من السفير السعودي في بيروت، لأنه التقى مفتي السنة، أو اجتمع بزعيم شيعي، ولا يحسون بالغيرة لأنه تحدث مع البطريرك الماروني، أو زار وليد جنبلاط الدرزي وتناول الغداء في بيته.
إذن كل بلد له طريقة في التعامل مع طبقاته الدينية والسياسية والاجتماعية والثقافية، والدبلوماسي المحترف يتحرك ضمن مساحاتها، ويعمل جاهدا أن لا يخترق القيم والأعراف الدبلوماسية خلال عمله السياسي.
علاقة العراق بمكونه العربي قديمة قدم التاريخ، وجذوره الممتدة في عمق صحراء جزيرة العرب، لا يمكن أن يلغيها «استيطان» مؤقت للنفوذ الإيراني في البصرة وبغداد.
فعلى الرغم من أن «الفرس» القادمين من أواسط آسيا احتلوا أرض الفرات العربية ذات مرة، إلا أن هذا لا يعطيهم الحق باحتلاله مرة أخرى، لا بانتماء مذهبي، ولا بولاء سياسي، وما يحدث من «تفريس» ممنهج في البصرة، وتهجير عربها الشيعة والسنة، هو مثال لحال كثير من أراضي العراق المغيبة قسرا عن عروبتها.
عند قراءة العلاقة بين طهران وبغداد ودمشق والرياض والقاهرة، تجد أن هذه العواصم الخمس هي إطار الأمن والسلام في الشرق الأوسط، وأي انحراف في موازين القوى بينها يعني الوصول لصدام فوري، وهو ما حصل منذ سقوط الشاه، وتحول طهران من الصدام مع بغداد إلى الصدام مع الرياض، وصولا لعداء واضح مع القاهرة.
اليوم سقطت للأسف عاصمتا الرشيد وبني أمية في الهوى الإيراني، وبدأتا تتنفسان برئتين مملوءتين بأنفاس المرشد، ووصايا آية الله.
بغداد اليوم تحت الاحتلال الإيراني بلا شك، وقطعا تخضع لنفوذ التشيع السياسي، بمفهومه الفارسي، لا بمفهومه العروبي، ولم تقدم نفسها كنموذج للتعايش بين أطياف العراق، بل تحول الحكم «المشبع» بالأحقاد الطائفية إلى واحد من أسوأ نماذج الحكم في المنطقة، ولا عجب أن تسمع عراقيين شيعة يترحمون على صدام وأيامه، على الرغم من أنه سام العراقيين كلهم سنة وشيعة سوء العذاب والاضطهاد.
قدر العرب الحتمي هو تخليص بغداد، التي أنشأها أبو جعفر المنصور العربي القرشي، من جور ذلك الاحتلال الفاشي، الذي أنهك العراق وحوله إلى مكب لنفايات سياسيين يحكمون بلسان عراقي وقلب إيراني.
ويقدم العراقيون أنفسهم للعالم من خلال هذا النظام، ويطالبون الاعتراف به، والتعامل معهم من خلال أدواته وقنواته، بل يؤكدون للجميع أنه الشكل القادر على تمثيل المكونات تمثيلا واقعيا، وتحقيق العدالة لها دون تمييز أو تهميش.
فلماذا يغضبون إذا انتظم الدبلوماسيون العرب والأجانب، ضمن هذا المسار السياسي، وتواصلوا مع المكونات السياسية، وتعاملوا من خلاله، خاصة تلك التي تتقاطع معهم، وتعتبرهم عمقهم المذهبي والعرقي.
سيبقى العراقيون «عربا وكردا» أولا، ومسلمون «سنة وشيعة» ثانيا، والسنة ضمن هذا الطيف الواسع يمثلون ثلثي العراق، فالسنة العرب والأكراد يمثلون 70% من التعداد العراقي.
السفير السعودي «ثامر السبهان» مثله مثل كل السفراء في بغداد، اضطر أن يتعامل مع هذا الشكل السياسي الذي ارتضاه سياسيو 2003م، ولم تختره لا السعودية ولا الدول العربية المهمومة بالعراق، وهي العضو الأصيل في منظومة الأمن والسياسة العربية.
العراق له نظام سياسي جديد مختلف عن محيطه العربي، اجترحه الأمريكان والإيرانيون، ليسهل لهم التحكم في هذا البلد الغني نفطا وموقعا إستراتيجيا، والسفراء والممثلون الدبلوماسيون، يتعاطون مع المنظومة السياسية فيه حسب تركيبتها وثقلها.
اللبنانيون على سبيل المثال، لا يغضبون من السفير السعودي في بيروت، لأنه التقى مفتي السنة، أو اجتمع بزعيم شيعي، ولا يحسون بالغيرة لأنه تحدث مع البطريرك الماروني، أو زار وليد جنبلاط الدرزي وتناول الغداء في بيته.
إذن كل بلد له طريقة في التعامل مع طبقاته الدينية والسياسية والاجتماعية والثقافية، والدبلوماسي المحترف يتحرك ضمن مساحاتها، ويعمل جاهدا أن لا يخترق القيم والأعراف الدبلوماسية خلال عمله السياسي.
علاقة العراق بمكونه العربي قديمة قدم التاريخ، وجذوره الممتدة في عمق صحراء جزيرة العرب، لا يمكن أن يلغيها «استيطان» مؤقت للنفوذ الإيراني في البصرة وبغداد.
فعلى الرغم من أن «الفرس» القادمين من أواسط آسيا احتلوا أرض الفرات العربية ذات مرة، إلا أن هذا لا يعطيهم الحق باحتلاله مرة أخرى، لا بانتماء مذهبي، ولا بولاء سياسي، وما يحدث من «تفريس» ممنهج في البصرة، وتهجير عربها الشيعة والسنة، هو مثال لحال كثير من أراضي العراق المغيبة قسرا عن عروبتها.
عند قراءة العلاقة بين طهران وبغداد ودمشق والرياض والقاهرة، تجد أن هذه العواصم الخمس هي إطار الأمن والسلام في الشرق الأوسط، وأي انحراف في موازين القوى بينها يعني الوصول لصدام فوري، وهو ما حصل منذ سقوط الشاه، وتحول طهران من الصدام مع بغداد إلى الصدام مع الرياض، وصولا لعداء واضح مع القاهرة.
اليوم سقطت للأسف عاصمتا الرشيد وبني أمية في الهوى الإيراني، وبدأتا تتنفسان برئتين مملوءتين بأنفاس المرشد، ووصايا آية الله.
بغداد اليوم تحت الاحتلال الإيراني بلا شك، وقطعا تخضع لنفوذ التشيع السياسي، بمفهومه الفارسي، لا بمفهومه العروبي، ولم تقدم نفسها كنموذج للتعايش بين أطياف العراق، بل تحول الحكم «المشبع» بالأحقاد الطائفية إلى واحد من أسوأ نماذج الحكم في المنطقة، ولا عجب أن تسمع عراقيين شيعة يترحمون على صدام وأيامه، على الرغم من أنه سام العراقيين كلهم سنة وشيعة سوء العذاب والاضطهاد.
قدر العرب الحتمي هو تخليص بغداد، التي أنشأها أبو جعفر المنصور العربي القرشي، من جور ذلك الاحتلال الفاشي، الذي أنهك العراق وحوله إلى مكب لنفايات سياسيين يحكمون بلسان عراقي وقلب إيراني.