استدرك البروفيسور سعيد فالح على مقالة الأسبوع الماضي. قال لي: «الله يا ولدي يا هب لك عقل إن كان تساوي بين فقيه الأمس وفقيه اليوم». قلت: لماذا؟ قال: «فقهاء الأمس أصدق وأنفع وأعفّ، الله يذكرهم بالخير».
في الجزء الأول من سيرته (من مكتب كاتيا إلى سنة أولى حصار) وثّق الدكتور سعيد حفلة أبطالها جن. قال له أبوه: هيا يا بو ساعد نسمر عند جارنا ونتقهوى إلى العشاء. خرجا بعد تناول عشاء خفيف. وعلى أطراف الملة دار الحديث عن سيدة تخط وتضرب الرمل تعرف بالغايبة. الشيبان لم يوفروا عرضها وتسامروا على اغتيابها. وسعيد يسمع. وزوجة المضيف تحذر من التطاول على عرض عفيفة. لم يلقوا بالا ولم يقطع حديثهم سوى أذان العشاء.
عاد سعيد وأبوه للمنزل. انسدحا. وإذا بطرق عنيف على الجدران. تحتحت منه الطين. وتساقط على الفراش. قام أبو سعيد وولع الفانوس. فبكى سعيد رعبا. هدأه الأب وقال: وشبك يا ولد؟ الحمارة ترافس في السفل. لم يقتنع فغيّر موقع فراشه.
في اليوم التالي لم يحضر الجار صلاة الفجر ولا الظهر. قلق أبو سعيد. وقال: هيا يا سعيد نلمح لعمك لا يكنّه شوي. وصلا وإذا بزوجته تستغيث الله والزوج في شبه غيبوبة يهذري ويردد (أنا من عتيبة وانت يا زيد م اللحيان. مقادير والا حبكم وش بلاني به). أقسمت الزوجة أنها رأت البارحة جسده يطير من فوق فراشه فيرتطم بالسقف. ثم يضرب على الأرض. وتلقى صفعا، وركلاً وسحبوه إلى الحوش. لكنها ما شافت أحدا. سمّت بالرحمن. وضمت أطفالها. ورفعت الصوت تنادي (دخيلك يا غايبة عشان الصغار). تأوّه وتوجع أبو سعيد للجار. ووعد بزيارة واستأذن.
في طريقهما وجدا رجلا واقفا بالباب. رحب وسهّل أبو سعيد. إلا أنه تجاهله. وخاطب سعيدا: صالحة تسلم عليك. وتقولك: والله لو ما هي حشمتك ليجري لأبيك ما جرى على صاحبه. ولتجعله عبرة للمعتبرين.
قلتُ: يا دكتور سعيد ما عندي قناعة في التهويل من عالم إخوتنا الجن. لأن منهم صالحون. بل أصلح من إنسنا. قال «افلح عند قينان يجرّبك المحوة اللي جابها من إثيوبيا». علمي وسلامتكم.
في الجزء الأول من سيرته (من مكتب كاتيا إلى سنة أولى حصار) وثّق الدكتور سعيد حفلة أبطالها جن. قال له أبوه: هيا يا بو ساعد نسمر عند جارنا ونتقهوى إلى العشاء. خرجا بعد تناول عشاء خفيف. وعلى أطراف الملة دار الحديث عن سيدة تخط وتضرب الرمل تعرف بالغايبة. الشيبان لم يوفروا عرضها وتسامروا على اغتيابها. وسعيد يسمع. وزوجة المضيف تحذر من التطاول على عرض عفيفة. لم يلقوا بالا ولم يقطع حديثهم سوى أذان العشاء.
عاد سعيد وأبوه للمنزل. انسدحا. وإذا بطرق عنيف على الجدران. تحتحت منه الطين. وتساقط على الفراش. قام أبو سعيد وولع الفانوس. فبكى سعيد رعبا. هدأه الأب وقال: وشبك يا ولد؟ الحمارة ترافس في السفل. لم يقتنع فغيّر موقع فراشه.
في اليوم التالي لم يحضر الجار صلاة الفجر ولا الظهر. قلق أبو سعيد. وقال: هيا يا سعيد نلمح لعمك لا يكنّه شوي. وصلا وإذا بزوجته تستغيث الله والزوج في شبه غيبوبة يهذري ويردد (أنا من عتيبة وانت يا زيد م اللحيان. مقادير والا حبكم وش بلاني به). أقسمت الزوجة أنها رأت البارحة جسده يطير من فوق فراشه فيرتطم بالسقف. ثم يضرب على الأرض. وتلقى صفعا، وركلاً وسحبوه إلى الحوش. لكنها ما شافت أحدا. سمّت بالرحمن. وضمت أطفالها. ورفعت الصوت تنادي (دخيلك يا غايبة عشان الصغار). تأوّه وتوجع أبو سعيد للجار. ووعد بزيارة واستأذن.
في طريقهما وجدا رجلا واقفا بالباب. رحب وسهّل أبو سعيد. إلا أنه تجاهله. وخاطب سعيدا: صالحة تسلم عليك. وتقولك: والله لو ما هي حشمتك ليجري لأبيك ما جرى على صاحبه. ولتجعله عبرة للمعتبرين.
قلتُ: يا دكتور سعيد ما عندي قناعة في التهويل من عالم إخوتنا الجن. لأن منهم صالحون. بل أصلح من إنسنا. قال «افلح عند قينان يجرّبك المحوة اللي جابها من إثيوبيا». علمي وسلامتكم.