هذا عنوان عن المملكة في الصحافة الإيرانية الحكومية، يكشف جانبا من الأزمة الإيرانية الداخلية التي لجأ كبار مسؤوليها لمثل هذه اللغة، ومثلما كانت تصنع صحافة معمر القذافي وصحافة صدام حسين تصنع الآن الصحافة الإيرانية الأمر ذاته، وكلها كانت خطابات موجهة لداخل بلدانهم وليس للخارج لتمثل بذلك تبريرا للهزائم والتراجعات الداخلية على أكثر من صعيد.
يعاني النظام الإيراني معنويا وقيميا كما يعاني اقتصاديا وسياسيا، فالنظام الذي ظل يبيع لمواطنيه شعارات المقاومة وحماية القدس والعداء مع أمريكا يتخلى عن كل ذلك، وهو ما يجعله في مواجهة محتملة مع الشعب وبخاصة مع الأجيال التي تتلمس طريقها نحو مستقبل غامض ومضطرب.
الهزيمة المعنوية الكبرى للنظام هذا العام أن مواطنيه لن يتمكنوا من أداء الحج، وهو ما يحدث ربما للمرة الأولى أن يجد مواطنو بلد إسلامي أنفسهم محرومين من أداء هذه الشعيرة الجليلة. لم يكن هذا المنع ليمر مرور الكرام على الشعب الإيراني المغلوب على أمره، وسيمثل بالنسبة له أحد أبرز أشكال القهر التي يمارسها النظام بحقه، وهو ما دفع مرشد الثورة علي خامنئي وصحيفة كيهان التي يمتلكها لتدشين هذا الهجوم المضحك والساذج على المملكة، تبعتها بعد ذلك مختلف وسائل الإعلام الإيرانية الحكومية.
هذا الهجوم هو في حقيقته موجه للداخل الإيراني من أجل ترويج مبرر لهذا الحرمان الذي مني به الحجاج الإيرانيون، ولإظهار أن النظام لم يقف مكتوف الأيدي وإنما قام برمي هذه الصواريخ الكلامية الفارغة. وفي محاولة لإبراز المملكة على أنها تقف خلف منع الحجاج الإيرانيين تجنبا للمواجهة مع الداخل الإيراني.
لقد أظهر استبعاد حجاج إيران هذا العام صرامة التنظيمات السعودية في هذا الشأن، وأبرز بالمقابل كيف أن نظاما (إسلاميا) يمكن أن يقامر بهذه الشعيرة إلى الدرجة التي يتسبب بحرمان مواطنيه منها.
خسرت إيران مرتين هذا العام، خسرت أن تكون حاضرة في حج هذا العام وتواصل بالتالي سلسلة أعمالها المشينة الموثقة تاريخيا، وخسرت كذلك داخليا حين أسست لمبرر جديد لتعاظم نقمة الشارع الإيراني على النظام الذي يحاول الآن جاهدا صناعة خصم جديد ليروجه للشارع الإيراني.
في الواقع باتت ايران نموذجا خاصا وفريدا في عالم اليوم، إنها التجسيد الفعلي للدولة الثيوقراطية التي يحكمها رجال دين متخلفون تعود أفكارهم وأشكالهم أيضا لزمن ما قبل الدولة الحديثة، هذا واقع لا يمكن أن يستمر ولا يمكن أن يستقر أيضا، فالدولة الدينية الطائفية هي دولة دعوية تجعل من مذهبها هوية تتجاوز الحدود الوطنية وهو ما لا يسفر إلا عن صدام دائم وتدخلات خارجية هو الذي جعل إيران بهذا الصيت السيئ عالميا وإقليميا.
إن هذا الغياب لإيران والذي يخرجها من هذه الشعيرة الإسلامية الكونية إنما هو دليل على عزلة جديدة ستتواصل فصولها بعد ذلك على أن من يعول عليه لفكها هو الشعب الإيراني نفسه.
ليس من أرض أولى بالثورات ولا بالربيع الحقيقي من إيران، والنار التي اندلعت في مظاهرات العام 2009 لا يزال جمرها تحت رماد القمع لكنه سيشتعل قريبا.
يعاني النظام الإيراني معنويا وقيميا كما يعاني اقتصاديا وسياسيا، فالنظام الذي ظل يبيع لمواطنيه شعارات المقاومة وحماية القدس والعداء مع أمريكا يتخلى عن كل ذلك، وهو ما يجعله في مواجهة محتملة مع الشعب وبخاصة مع الأجيال التي تتلمس طريقها نحو مستقبل غامض ومضطرب.
الهزيمة المعنوية الكبرى للنظام هذا العام أن مواطنيه لن يتمكنوا من أداء الحج، وهو ما يحدث ربما للمرة الأولى أن يجد مواطنو بلد إسلامي أنفسهم محرومين من أداء هذه الشعيرة الجليلة. لم يكن هذا المنع ليمر مرور الكرام على الشعب الإيراني المغلوب على أمره، وسيمثل بالنسبة له أحد أبرز أشكال القهر التي يمارسها النظام بحقه، وهو ما دفع مرشد الثورة علي خامنئي وصحيفة كيهان التي يمتلكها لتدشين هذا الهجوم المضحك والساذج على المملكة، تبعتها بعد ذلك مختلف وسائل الإعلام الإيرانية الحكومية.
هذا الهجوم هو في حقيقته موجه للداخل الإيراني من أجل ترويج مبرر لهذا الحرمان الذي مني به الحجاج الإيرانيون، ولإظهار أن النظام لم يقف مكتوف الأيدي وإنما قام برمي هذه الصواريخ الكلامية الفارغة. وفي محاولة لإبراز المملكة على أنها تقف خلف منع الحجاج الإيرانيين تجنبا للمواجهة مع الداخل الإيراني.
لقد أظهر استبعاد حجاج إيران هذا العام صرامة التنظيمات السعودية في هذا الشأن، وأبرز بالمقابل كيف أن نظاما (إسلاميا) يمكن أن يقامر بهذه الشعيرة إلى الدرجة التي يتسبب بحرمان مواطنيه منها.
خسرت إيران مرتين هذا العام، خسرت أن تكون حاضرة في حج هذا العام وتواصل بالتالي سلسلة أعمالها المشينة الموثقة تاريخيا، وخسرت كذلك داخليا حين أسست لمبرر جديد لتعاظم نقمة الشارع الإيراني على النظام الذي يحاول الآن جاهدا صناعة خصم جديد ليروجه للشارع الإيراني.
في الواقع باتت ايران نموذجا خاصا وفريدا في عالم اليوم، إنها التجسيد الفعلي للدولة الثيوقراطية التي يحكمها رجال دين متخلفون تعود أفكارهم وأشكالهم أيضا لزمن ما قبل الدولة الحديثة، هذا واقع لا يمكن أن يستمر ولا يمكن أن يستقر أيضا، فالدولة الدينية الطائفية هي دولة دعوية تجعل من مذهبها هوية تتجاوز الحدود الوطنية وهو ما لا يسفر إلا عن صدام دائم وتدخلات خارجية هو الذي جعل إيران بهذا الصيت السيئ عالميا وإقليميا.
إن هذا الغياب لإيران والذي يخرجها من هذه الشعيرة الإسلامية الكونية إنما هو دليل على عزلة جديدة ستتواصل فصولها بعد ذلك على أن من يعول عليه لفكها هو الشعب الإيراني نفسه.
ليس من أرض أولى بالثورات ولا بالربيع الحقيقي من إيران، والنار التي اندلعت في مظاهرات العام 2009 لا يزال جمرها تحت رماد القمع لكنه سيشتعل قريبا.