-A +A
أ. ف. ب (واشنطن، دبي)
هدد زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري أمس (الجمعة) الولايات المتحدة بتكرار أحداث 11 سبتمبر آلاف المرات.
وقال الظواهري في شريط فيديو استمر نحو 20 دقيقة ونشر بمناسبة مرور 15 عاما على الـ11 من سبتمبر: «رسالتنا إلى الأمريكيين واضحة كالشمس قاطعة كحد السيف»، مضيفا: «طالما استمرت جرائمكم، ستتكرر أحداث 11 من سبتمبر آلاف المرات». ولفت إلى أن اعتداءات 11 سبتمبر 2001 جاءت نتيجة لجرائم الأمريكيين ضد المسلمين في فلسطين وأفغانستان والعراق والشام ومالي والصومال واليمن والمغرب ومصر.

وبعد 15 عاما على اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، تعلمت الولايات المتحدة حماية نفسها من الهجمات الإرهابية المتطورة، لكنها مازالت عرضة للعمليات البدائية التي يقوم بها متطرفون محليون، وسط ذاكرة مليئة بالخوف من أحداث سبتمبر (أيلول) الأسود.
وقال مدير المركز الوطني الأمريكي لمكافحة الإرهاب نيك راسموسي، الذي يضم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) ومكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) ووكالات أمنية أخرى في البلاد، إن الكشف عن مشاريع الاعتداءات لأنصار تنظيم «داعش» الذين يستفيدون من التقنيات الحديثة ويعتمدون أساليب تنظيمية تتسم بمزيد من اللامركزية، «يصبح أكثر صعوبة» للأجهزة الأمريكية لمكافحة الإرهاب.
أما مدير مركز الدراسات حول الأمن الداخلي في جامعة جورج واشنطن فرانك سيلوفو، فقال إن التهديد المتطرف قد «تفشى». وأضاف «أنه يتواصل وهو أكثر تعقيدا في بعض الحالات».
وذكر فرانك، أن السلطات القضائية وجهت إلى 100 شخص وشخصين في الولايات المتحدة، تهم ارتكاب جرائم على صلة بتنظيم «داعش» وقد تأثر القسم الأكبر منهم بهذا التنظيم عبر الإنترنت.
وقال إن أجهزة الأمن الأمريكية تواجه صعوبة في مراقبة أكثر من 1000 متطرف محتمل لاحظت تصرفاتهم المريبة.
وباتت التنظيمات الإرهابية تعد لمشاريع الهجمات بسرعة كبيرة وفي حلقات ضيقة، لذلك بات من الصعوبة بمكان الكشف عنها.
ويؤكد المسؤولون الأمريكيون أن التهديد الذي يشكله تنظيم «داعش» لن يخبو من جراء الهزيمة المعلنة للمتطرفين في معقلهم في كل من العراق وسورية.
ويدأب مدير مكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كوي ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية جون برينان، على القول إن انتهاء ما يسمى بـ«الخلافة» الذي أعلنها الإرهابيون، سيحمل أعدادا كبيرة من المقاتلين الأجانب على العودة إلى بلدانهم، لكنهم ما زالوا عاقدي العزم على الاستمرار في معركتهم.
ورغم مرور 15 عاما على سبتمبر الأسود، إلا أن الخوف ما زال يخيم على الذاكرة الاجتماعية الأمريكية، بل وعلى العالم أجمع الذي وثق لحظات الموت البشع على يد الإرهابيين في الولايات المتحدة الأمريكية.