-A +A
عبدالله الجريدان (جدة)
ليس هناك مقولة تطلق على الكاتب الصحفي حمود أبو طالب، أقرب من تلك المتداولة في عالم الصحافة، التي تفيد بان الصحفي يولد وفي يده قلم وبرأسه فكرة، لكن فكرة العلاج لم تكن محتكرة بالنسبة له في أرجاء عيادته الطبية التي يمارس فيها تخصصه العلمي كطبيب أطفال فقط، بل تنتقل معه إلى أعمدة الصحافة اليومية، ليسطر «روشتات» علاجية لقضايا اجتماعية وأخرى سياسية، ما يدفع قراؤه إلى مراجعة عموده اليومي باستمرار، جراء ما يطرحه من فكر متجدد ونير.
ويضع ابن محافظة صامطة، التابعة لمنطقة جازان -جنوب السعودية-، في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي عبارة «كانت لدي عيادة صغيرة للأطفال. وعندما اكتشفت أن الوجع أكبر قررت أن أجعلها بحجم الوطن» وهي تجسد ما يحمله عقل أبو طالب ذي الجسد الأنيق، والمنهك أحياناً بسبب الهم الذي يصاحبه طيلة فترة ممارسته كتابة المقال الصحفي منذ 1993 بصحيفة «عكاظ»، تجاه إيجاد حل للقضايا والمواضيع التي يطرحها. جازان الزاخرة بالمثقفين والأدباء، والتي ولد فيها حمود أبو طالب في 1962، كان لها أثر باهتماماته الأدبية والثقافية، إذ عمل عضو مجلس إدارة نادي جازان الأدبي، كما تولى منصب أمين عام لجنة التنشيط السياحي بجازان.

طريقة خاصة ينتهجها الكاتب الصحفي حمود أبو طالب في تدوين مقالاته تحت عمود «تلميح وتصريح»، تناسب مختلف الفئات، كما أنها تخاطب العقول بمختلف مستوياتها، فهي فن لا يتقنه الكثير من كتاب المقالات الصحفية، وربما أن ذلك يلمس من خلال العناوين التي يضعها لمقالاته، فهي تارة تكون صادمة، وأحياناً أخرى يدونها بلغة عامية قريبة من كثير من القراء، لكنها لا تخرج من دائرة جذب القارئ وتشويقه.
ولا يكاد الكثير من القراء أن ينفكوا من قراءة مقالات حمود أبو طالب لا سيما عند قراءة مقدماتها، في تعمل على شده وتجبره على إنهاء المقالة بشكل كامل، وذلك لما يتميز به من أسلوب كتابي.
ويعتبر فوز حمود أبوطالب بجائزة وزارة الحج لموسم 1436 في فرع مقال الرأي عن زاويته «تلميح وتصريح» ضمن الجوائز التي توزعها الوزارة سنوياً، شهادة تختلف عن مثيلاتها في محتوى كتاباته الفكرية، بأنها حديثة عهد، كما أنها تجسد اهتمام وزارة الحج بما يطرح في الإعلام بمختلف وسائله، والتفاعل معه بشكل مستمر، والحرص على استمراره.