-A +A
عبدالله الجريدان (جدة)
مخاوف جديدة ربطت تناول اللحوم، فهذه المرة لا يتعلق الأمر بزيادة الوزن، أو تراكم الشحوم في الأبدان، بقدر تعلقه بقصص اللحوم المهربة بعد انقضاء موسم الحج، ومدى صلاحية تناولها أو أنها تحولت إلى لحوم فاسدة، لتنشأ في السعودية أخيراً فوبيا جديدة تكمن في تناول اللحوم.
رغم محاولات الجهات المعنية ردع مهربي لحوم الأضاحي، وبيعها بطرق غير مشروعة، إلا أن ضبط المهربين يشير إلى إمكانية نجاح غيرهم في عمليات تهريب الأضاحي، لكن الأسوأ من ذلك كله هو مصير تلك اللحوم الذي بلا شك سيقبع في بطون الكثير من السعوديين الذين يتناولون وجباتهم في مطاعم قد تحصل على تلك الكميات من اللحوم بمبالغ زهيدة، لتعمل على تتبيلها وطهيها وتقديمها في أطباق تبدو شهية.

وفي ظل ضعف رقابة جهات معنية على المطاعم والمسالخ، تظهر مؤشرات مطمئنة بين الفينة والأخرى، وذلك كإحباط إدارة الخدمات المساندة بأمانة العاصمة المقدسة محاولة تهريب وبيع لحوم منتهية الصلاحية، عبر أحد المداخل الرئيسة لمكة المكرمة، إذ أكد مدير عام الخدمات العامة بأمانة العاصمة المقدسة المهندس حسن بالبيد أن إدارته ضبطت نحو 150 كيلوغراما من اللحوم الفاسدة، وكذلك في جدة استطاعت بلدية الجنوب الفرعية ضبط 53 سيارة تقل 526 من الماشية وهي من الأضاحي القادمة من المشاعر المقدسة.
ولكن تبقى الأخبار المتعلقة بسلامة وجودة الغذاء مفزعة، إذ شكلت عند مسفر الحارثي (39 عاماً)، تخوفات كبيرة من ارتياد المطاعم، لاسيما تلك التي تعتمد بشكل كبير على بيع اللحوم المطهية والأرز، ويشير إلى أنه يجد صعوبة كبيرة في التعامل مع طفليه أحمد وريان، لإقناعهما بعدم تناول الوجبات السريعة إذ إنها هي الأخرى فقدت ثقته.
بينما سالم الدوسري يمتلك وجهة نظر أخرى، تحمل طريقة مختلفة، إذ يعمد إلى تناول الطعام المشوي فقط من المطاعم، وذلك ظناً منه أن مدى جودتها أمر غير مهم كونها تعرضت للهيب النار، وأنها أيضاً طهيت بشكل جيد لدرجة الشواء.
ورغم أن الكثير مازالوا يعيشون احفتالات العيد، إلا أنهم عزفوا عن عدد من المطاعم المشبوهة، هذا ما يقوله عبدالله القرني 30 عاماً، فالمطاعم المشبوهة لديه هي تلك التي تمتلك أثاثاً مهترئاً، ولا تعتني كثيراً بجمالية الأثاث والمظهر، كما أن مواقعها بعيدة عن الأنظار.