قبل أكثر من أربعة عقود، كان في جدة وتحديداً في حي الجامعة وقريباً من جامعة المؤسس، مصنع للأدوية يسمى «وينثروب» على ما أعتقد، كان القليل من إنتاجه يذهب للمستهلك المحلي، والأغلب إلى مكبّ النفايات أو البحر..!
وكان ما ينتجه آنذاك قليلا من الأقراص المسكنة وخافضة الحرارة والحموضة وبعض أشربة السعال وحرقة المعدة، وأغلق المصنع نهائياً لعدم جدواه الاقتصادية.
بعد ذلك بسنوات طويلة افتتح عدد من مصانع المحاليل الطبية والأدوية والمستحضرات الطبية في عدد من مدن المملكة، وكان مصنع المحاليل بجدة البادئ ثم مصنع الدوائية في بريدة، وبعد ذلك حصلت طفرة إنشاء مصانع عدة في تبوك، الرياض، الشرقية وغيرها من المدن، بلغت 17 مصنعا كبيرا، تسعة منها في الرياض، وأربعة في جدة، ومصنعان في الدمام، ومصنع في كل من تبوك وبريدة، وهناك مصانع أو معامل صغيرة أخرى.
وحسب البيانات الإحصائية لسنة 2014 فإن عدد مصانع الأدوية العاملة بالمملكة هي 10 فقط، أما الجديدة قيد الإنشاء فتبلغ (26) مصنعا، كما أن البيانات الحديثة لهيئة الغذاء والدواء التي تولت ترخيص ومراقبة مصانع الأدوية بدلا من وزارة الصحة، فإنه يوجد 21 مصنعاً قائماً للأدوية و23 مصنعاً تم الترخيص لها من الهيئة.
وتمثل هذه المصانع المحلية 25% من مجموع سوق الأدوية بالمملكة الذي يقدر حجمه بنحو 13 مليارا و600 مليون ريال، بينما حجم الاستيراد يصل إلى 75% من إجمالي سوق الدواء، كما أن الصناعات الدوائية السعودية تمثل 80% من إجمالي السوق الخليجية وتغطي كما ذكرنا نحو 25% من حاجة السوق المحلية، التي تعتبر منطقة جاذبة للإستثمار الأجنبي، حيث اجتذبت منطقة سدير ستة مصانع متخصصة، واجتذبت مدينة الملك عبدالله الاقتصادية أربع شركات عالمية دوائية.
ورغم هذا العدد الكبير من المصانع، إلا أن استيراد الأدوية من الخارج في زيادة...!
وبحسب بيانات الإحصاء من الجمارك السعودية فإن قيمة الواردات السعودية من الأدوية بلغت خلال الأعوام العشرة الأخيرة من 2006-2015 نحو 146.72 مليار ريال، منها 22.14 مليار ريال خلال 2015 فقط.
وسجلت الصادرات السعودية من الأدوية تراجعاً نسبته 11% ما بين عامي 2014-2015.
ففي عام 2014 كانت قيمة الصادرات 2.21 مليار ريال، وفي العام 2015 تراجعت الى 1.96 مليار ريال، أما صادرات المملكة من الأدوية خلال الأعوام العشرة الأخيرة فقد بلغت نحو 11.27 مليار ريال.
ومن واقع الأرقام والإحصاءات، فإن الميزان التجاري للأدوية يميل لمصلحة دول العالم، لأن واردات المملكة من الأدوية أعلى من الصادرات بنحو (11) ضعفا.
وأتحفظ كثيراً على مسمى مصنع، لأن واقع «مصانع الأدوية» عندنا لا يعني «مصنعاً» بمعنى الكلمة.. ويمكن إطلاق كلمة «معبأ» لأنها أقرب للواقع، فمواد الخام والمواد الكيمائية والإضافات وكبسولات الجيلاتين والبودرات والبلاستيك والقصدير والورق... الخ يتم استيرادها من الخارج، إضافة للمكائن والمعدات، ودور المصنع المحلي هنا هو جمع المواد وخلطها وتعبئتها وتغليفها...لا أكثر، وهذا للأسف ينطبق على معظم الصناعات المحلية!
الصيدلي صبحي الحداد
وكان ما ينتجه آنذاك قليلا من الأقراص المسكنة وخافضة الحرارة والحموضة وبعض أشربة السعال وحرقة المعدة، وأغلق المصنع نهائياً لعدم جدواه الاقتصادية.
بعد ذلك بسنوات طويلة افتتح عدد من مصانع المحاليل الطبية والأدوية والمستحضرات الطبية في عدد من مدن المملكة، وكان مصنع المحاليل بجدة البادئ ثم مصنع الدوائية في بريدة، وبعد ذلك حصلت طفرة إنشاء مصانع عدة في تبوك، الرياض، الشرقية وغيرها من المدن، بلغت 17 مصنعا كبيرا، تسعة منها في الرياض، وأربعة في جدة، ومصنعان في الدمام، ومصنع في كل من تبوك وبريدة، وهناك مصانع أو معامل صغيرة أخرى.
وحسب البيانات الإحصائية لسنة 2014 فإن عدد مصانع الأدوية العاملة بالمملكة هي 10 فقط، أما الجديدة قيد الإنشاء فتبلغ (26) مصنعا، كما أن البيانات الحديثة لهيئة الغذاء والدواء التي تولت ترخيص ومراقبة مصانع الأدوية بدلا من وزارة الصحة، فإنه يوجد 21 مصنعاً قائماً للأدوية و23 مصنعاً تم الترخيص لها من الهيئة.
وتمثل هذه المصانع المحلية 25% من مجموع سوق الأدوية بالمملكة الذي يقدر حجمه بنحو 13 مليارا و600 مليون ريال، بينما حجم الاستيراد يصل إلى 75% من إجمالي سوق الدواء، كما أن الصناعات الدوائية السعودية تمثل 80% من إجمالي السوق الخليجية وتغطي كما ذكرنا نحو 25% من حاجة السوق المحلية، التي تعتبر منطقة جاذبة للإستثمار الأجنبي، حيث اجتذبت منطقة سدير ستة مصانع متخصصة، واجتذبت مدينة الملك عبدالله الاقتصادية أربع شركات عالمية دوائية.
ورغم هذا العدد الكبير من المصانع، إلا أن استيراد الأدوية من الخارج في زيادة...!
وبحسب بيانات الإحصاء من الجمارك السعودية فإن قيمة الواردات السعودية من الأدوية بلغت خلال الأعوام العشرة الأخيرة من 2006-2015 نحو 146.72 مليار ريال، منها 22.14 مليار ريال خلال 2015 فقط.
وسجلت الصادرات السعودية من الأدوية تراجعاً نسبته 11% ما بين عامي 2014-2015.
ففي عام 2014 كانت قيمة الصادرات 2.21 مليار ريال، وفي العام 2015 تراجعت الى 1.96 مليار ريال، أما صادرات المملكة من الأدوية خلال الأعوام العشرة الأخيرة فقد بلغت نحو 11.27 مليار ريال.
ومن واقع الأرقام والإحصاءات، فإن الميزان التجاري للأدوية يميل لمصلحة دول العالم، لأن واردات المملكة من الأدوية أعلى من الصادرات بنحو (11) ضعفا.
وأتحفظ كثيراً على مسمى مصنع، لأن واقع «مصانع الأدوية» عندنا لا يعني «مصنعاً» بمعنى الكلمة.. ويمكن إطلاق كلمة «معبأ» لأنها أقرب للواقع، فمواد الخام والمواد الكيمائية والإضافات وكبسولات الجيلاتين والبودرات والبلاستيك والقصدير والورق... الخ يتم استيرادها من الخارج، إضافة للمكائن والمعدات، ودور المصنع المحلي هنا هو جمع المواد وخلطها وتعبئتها وتغليفها...لا أكثر، وهذا للأسف ينطبق على معظم الصناعات المحلية!
الصيدلي صبحي الحداد