-A +A
عبدالعزيز الربيعي (مكة المكرمة)
اعترفت إدارة التعليم في منطقة مكة المكرمة بوجود شكاوى تذمر من معلميها في 3 مدارس بجبل النكاسة مع بداية العام الدراسي أمس، وقال المتحدث باسم إدارة تعليم مكة المكرمة طلال الردادي لـ «عكاظ» إن عدداً من المعلمين تذمروا وأبدوا استياءهم من وضع ثلاث مدارس في جبل النكاسة، من بينها مدرسة حاتم بن عدي الابتدائية، عازياً تذمر زملائه إلى رداءة المباني والموقع، وصعوبة الوصول إليها، «ستقف الإدارة على المواقع المذكورة وستعالجها».
ومع انطلاق العام الدراسي الجديد، واستقبال المدارس للطلاب في التعليم العام، يبحث معلمون جدد عن مدرسة أسست حديثاً قبل عام وسط أزقة جبل النكاسة بمكة المكرمة، في طريق صعب لا تسلكه السيارات، وظروف بيئية تثير حفيظة المدرسين كل يوم عمل، إذ تمر الأزقة بين بيوت عشوائية وشوارع متسخة، تنبعث منها روائح مزعجة.

يقول معلمون جدد عينوا في مدرسة عدي بن حاتم أخيراً في حديثهم إلى «عكاظ» إن العام الدراسي الجديد يأتي انطلاقاً لفصل معاناة جديد لهم، فيما يظهر موقع المدرسة وعراً، إذ يضطر المعلمون والطلبة لسلك طريق ضيق لا يتجاوز عرضه 1.5 متر، سيرا على الأقدام، علماً أن الطريق إلى المدرسة يأتي صعوداً من الأسفل إلى الأعلى، وكأنهم يقصدون قمة الجبل الشهير بعشوائيته في العاصمة المقدسة.
عند الـ6:50 صباحاً، رصدت «عكاظ» في جولة ميدانية على المدرسة التي لاقت سمعة كبيرة بين الأوساط التعليمية عقب مقطع فيديو صوره معلم، تجمع الطلبة والمعلمين أمام المدرسة، فيما استخدم حديثو التعيين خدمة GPS لتحديد موقع المدرسة نظراً لوجودها في أعلى جبل النكاسة المطل على الدائري الثالث، فيما يؤكد مدرسون أن الوصول إليها يتطلب جهداً بدنياً كبيراً، ويقول أحدهم (فضل عدم ذكر اسمه) «لا تصل السيارات للموقع ونضطر للصعود سيرا على الأقدام والاستراحة لبعض الوقت حتى الوصول إلى المدرسة».
وفيما ينتظر الطلاب على مداخل المنازل والأزقة لفتح باب المدرسة والانخراط في عام دراسي جديد، تلوح علامات الاستغراب على وجوه المعلمين المنقولين حديثا والمعينين من مناطق ومحافظات بعيدة، ويدخلون في مقارنات بين المدرسة المتربعة على قمة الجبل وبين مدارسهم السابقة، ويظهر على المدرسين حرصهم على أداء واجبهم التعليمي والتربوي، وسط غياب واضح لنظافة البيئة في محيط المدرسة.
ويتضمن الطريق إلى مدرسة «الجبل» كما يسميها معلمون، منحنيات خطيرة تصل إلى ثلاثة، ويرافق عادة أولياء الأمور أبناءهم سيراً على الأقدام لاصطحابهم إلى المدرسة.
وتقع مدرسة عدي بن حاتم الابتدائية على قمة جبل النكاسة في مبنى مستأجر يزدحم بالطلاب، إذ تقع عدد من الفصول الدراسية في الدور السفلي من المبنى (البدروم)، ما يشكل معاناة للمعلمين والطلاب والذين يزيدون على 250 طالبا من الجنسية البرماوية وبعض الجنسيات الأخرى.
ويعمل بها 11 معلما من الموجهين الجدد للمدرسة والقادمين من محافظات خارج العاصمة المقدسة.
ويظهر أولياء أمور الطلاب مخاوفهم من وقوع كارثة كحريق، نظراً لعدم وجود مخارج طوارئ جيدة، إضافة إلى أن وسائل السلامة في المدرسة متردية، ويصعب وصول معدات الدفاع المدني إلى الموقع.
ويؤكد المتحدث باسم إدارة التعليم في مكة المكرمة طلال الردادي أن الإدارة بدأت في تحسين 48 مدرسة من مجموع 112 مدرسة وتحويلها إلى مدارس رسمية وتصحيح وضعها وإصدار رقم وزاري لها، «وبذلك يكون لها ميزانية خاصة وكتب وإدارة ومعلمون سعوديون، بعد أن كانت مدارس جاليات خيرية يتم الاعتماد عليها من خلال المساعدات التي تصلهم».
وأشار الردادي إلى أن مدرسة حاتم بن عدي ستكون ضمن المدارس التي سيتم التوجه وبشكل تدريجي لإحلالها في مواقع حكومية يسهل الوصول إليها، موضحاً أن الإلحاق يكون في مدارس حكومية للفترة المسائية مبدئياً.
ودافع الردادي على أداء إدارته، مستدلاً بتصحيح أوضاع 70 ألف طالب وطالبة من أبناء الجاليات وإلحاقهم في المدارس الحكومية. وحول مصير المعلمين السابقين قال «سيتبقى ما نسبته 20% من العاملين في المدارس سابقا وذلك لتسهيل الإجراءات على الطلاب والطالبات من حيث الترجمة والتواصل مع أولياء الأمور».