-A +A
عبدالعزيز معتوق حسنين
قبل أيام وصلتني رسالة صوتية على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي من عميد متقاعد يقول فيها إن لدينا جمعية المتقاعدين لا فائدة منها منذ إنشائها، فقد فشلت إداريا وعمليا ولم تجن أي ثمار من مهام وأسباب تأسيسها. وذكر العميد المتقاعد أن الجمعية بها 400 ألف عضو متقاعد، واقترح لو أن كل عضو من أعضاء الجمعية تبرع بمبلغ قدره ثلاثة آلاف ريال سنويا لأصبح مجموع التبرع مليارا و200 ألف ريال.
هؤلاء المتقاعدون كم منهم خبير في مجالات متنوعة من حقول العلم والمعرفة وكم منهم على مستوى مستشار في شتى مهام الحياة والحاجة فقد قال الحكيم: اسأل المجرب ولا تنسى العالم.

فهؤلاء منهم من هو متعلم وخبير عبر ثلاثة عقود من العمل والممارسة.
400 ألف لو افترضنا أضعف الافتراض أن واحدا بالمئة منهم فقط خبير على مستوى مستشار معناه أن لدينا 4 آلاف خبير مستشار في مجالات وحقول علمية متنوعة منهم الطبيب والمهندس والمحامي والمالي والاقتصادي والبيئي.. إلخ.
لماذا هذا الكم الهائل من مستشاري الوطن تقاعدهم يذهب سدى في مهب الريح أياما وأعواما دون الاستفادة من خبراتهم واستشاراتهم.
أقترح تأسيس بنك العقول أعضاء مجلس إدارته من هؤلاء المتقاعدين يعينون في هذا البنك وفقا لمعايير توضع من قبل لجنة تأسيس مكونة من هؤلاء المتقاعدين يختارهم عدد من الوزراء.
كما أوصي بإعادة هيكلة جمعية المتقاعدين حيث إن وضعها الحالي لم ينجح، وإطلاق أكاديمية تدريب خاص بالمتقاعدين تحت مسمى أكاديمية العقول، وإطلاق أكبر موقع لشبكة التقاعد والمتقاعدين بالعالم تحت مسمى «خبير» وتنظيم مجموعة أنشطة إعلامية ومحاضرات وندوات حول مشروع بنك العقول وإطلاق برنامج تلفزيونى يهتم بالتقاعد والمتقاعدين وبرامجهم بالتعاون مع إحدى المحطات التلفزيونية المحلية وتنظيم المؤتمر الأول بمسمى «التقاعد بداية حياة» وإطلاق شركة متخصصة بتوظيف المتقاعدين عبر بنك العقول.
من خلال مشروع بنك العقول نسعى إلى تنظيم مجموعة من الأنشطة الاجتماعية والرحلات وإصدار مجلة دورية خاصة بالمتقاعدين وإطلاق مركز رياضي خاص بأنشطة المتقاعدين بالتعاون مع أحد المراكز الرياضية وإطلاق مركز مالي وهو بنك العقول من تبرع المتقاعدين برأس مال ملياري ريال خاص بالأنشطة الاستثمارية للمتقاعدين يعمل لأجل تنمية الأنشطة الخاصة ببنك العقول وإصدار مؤشر سنوي للبنك وإطلاق أكاديمية خاصة بصقل مهارات المتقاعدين علميا ومهنيا بالتعاون مع إحدى الجامعات الخاصة، وإطلاق برامج خاصة بالمتقاعدين عبر شبكة الإنترنت.
بنك العقول يكون بنكا ماليا خاصا بالمتقاعدين يؤسس بناء على توصية تصدر من مجلس الشورى ترفع إلى مقام رئيس مجلس الوزراء ليصدر به نظام مجلس الوزراء بالتأسيس والإنشاء ومن ثم يصبح بنكا استثماريا تدعمه الدولة بنصف رأس ماله مليار ريال والنصف الآخر بالاكتتاب من المتقاعدين فقط لا غيرهم.
مجلس الإدارة يتكون من المتقاعدين فقط بأمر سام برئاسة ينتخبه أعضاء مجلس الإدارة.
أما المعاملات البنكية لبنك العقول من حسبات على أنواعها وغيرها من معاملات مفتوحة للعامة.
بهذا يضمن المتقاعد أن خبرته لم تضع سدى وأن لديه مصدر إيرادات إضافة إلى راتب التقاعد ويستمر في خدمة بلده مدى حياته والله ولي التوفيق.
والحمد لله على كل حال.
للتواصل (فاكس 6721108)