تذكرت لوحة دافنشي الشهيرة وأنا أشاهد وزراء أوبك في اجتماعهم غير الرسمي على هامش المنتدى الدولي للطاقة بالجزائر قبل يومين، وهم يدلفون لما بدا وكأنه صالة طعام بعد يوم عمل طويل. خصص الاجتماع لتقرير مصير الفائض النفطي المسبب الرئيس لانهيار أسعار النفط، العالم أجمع ينتظر ما سيسفر عنه الاجتماع برغم أن معظم المراقبين لا يتوقعون الكثير، مازال الصراع بين عاملي السياسة والاقتصاد مسيطرا على مواقف كثير من أعضاء منظمة أوبك، لعل أهمهما السعودية وإيران، ورفقاهم من الدول المنتجة الأخرى ولعل أهمهم روسيا، فهل سيكون العشاء الأخير لأعضاء المنظمة قبل انفراط السبحة، أم أن معجزة اتفاق ستتحقق.
بظني المتواضع أن منظمة أوبك انتهى دورها منذ سنين، أقله قدراتها في التأثير على أسواق النفط، ليس فقط بسبب خلافات أعضائها حول الأسعار والحصص، بل لتنامي القدرة الإنتاجية للدول من خارجها مما أفقد أوبك سطوتها، أضحت تلك الدول تنتج أكثر من ثلثي الإنتاج العالمي للنفط، وبعدما كانت تخطب ود أوبك للحصول على حصص إضافية، أصبحت أوبك تعدو خلفها للحفاظ على ما تبقى من حصص لأعضائها. فكرة اجتماع موسكو السابق بتجميد الإنتاج تعداها الزمن، وهكذا كلما تباطأ المجتمعون بتبني قرار اضطروا للبحث فيما هو أصعب منه. أزمة انخفاض السعر لن يحلها التجميد الآن، فما ينتج حاليا يمنع أي توازن للسعر، فاقم المشكلة عودة منتجين آخرين تعطلت قدراتهم الإنتاجية إما بسبب الحروب والنزاعات الداخلية كنيجريا وليبيا والعراق، أو بسبب العقوبات والمقاطعة الدولية كإيران، وإن كانت الأخيرة تبالغ في تقدير قدرتها الإنتاجية عند حساب التنازلات.
لعل الأنسب لكل الدول المجتمعة في الجزائر الاتفاق أولا على خلق منظمة جديدة لكبار المنتجين المؤثرين، ثم الاتفاق على تحييد النفط عن النزاعات السياسية. قد يبدو ذلك لكثيرين حلما ورديا أو يوتوبيا، مع أنه، وعبر التاريخ تكرر بين الدول مع كثير من السلع وبالخصوص الإستراتيجية منها، ويعتبر أقرب للواقع من كثير من الطروحات السائدة، هو ما تفرضه السوق والمصلحة حتى بين الدول المتنازعة. صحيح أن السياسة والاقتصاد وجهان لعملة واحدة، إلا أن طمس أحد وجهي العملة سيمنع تداولها وبالتالي تفقد قيمتها، وهنا لابد من قرارات مؤلمة من الجميع لتجنب قرارات أكثر إيلاما في المستقبل القريب. التفاوض ممكن حتى بين الأعداء، بل هو لا يكون إلا بين خصوم ومتنازعين، وفي التنافسية العالمية لم تعد المعادلة صفرية، بل نسبا متوازعة بين المتنافسين، فهل يثبت اجتماع الجزائر ما اتفق عليه عالميا، أم سيثبت أن اتفاقهم بحاجة لوفاق روسي أمريكي هو الآخر؟
بظني المتواضع أن منظمة أوبك انتهى دورها منذ سنين، أقله قدراتها في التأثير على أسواق النفط، ليس فقط بسبب خلافات أعضائها حول الأسعار والحصص، بل لتنامي القدرة الإنتاجية للدول من خارجها مما أفقد أوبك سطوتها، أضحت تلك الدول تنتج أكثر من ثلثي الإنتاج العالمي للنفط، وبعدما كانت تخطب ود أوبك للحصول على حصص إضافية، أصبحت أوبك تعدو خلفها للحفاظ على ما تبقى من حصص لأعضائها. فكرة اجتماع موسكو السابق بتجميد الإنتاج تعداها الزمن، وهكذا كلما تباطأ المجتمعون بتبني قرار اضطروا للبحث فيما هو أصعب منه. أزمة انخفاض السعر لن يحلها التجميد الآن، فما ينتج حاليا يمنع أي توازن للسعر، فاقم المشكلة عودة منتجين آخرين تعطلت قدراتهم الإنتاجية إما بسبب الحروب والنزاعات الداخلية كنيجريا وليبيا والعراق، أو بسبب العقوبات والمقاطعة الدولية كإيران، وإن كانت الأخيرة تبالغ في تقدير قدرتها الإنتاجية عند حساب التنازلات.
لعل الأنسب لكل الدول المجتمعة في الجزائر الاتفاق أولا على خلق منظمة جديدة لكبار المنتجين المؤثرين، ثم الاتفاق على تحييد النفط عن النزاعات السياسية. قد يبدو ذلك لكثيرين حلما ورديا أو يوتوبيا، مع أنه، وعبر التاريخ تكرر بين الدول مع كثير من السلع وبالخصوص الإستراتيجية منها، ويعتبر أقرب للواقع من كثير من الطروحات السائدة، هو ما تفرضه السوق والمصلحة حتى بين الدول المتنازعة. صحيح أن السياسة والاقتصاد وجهان لعملة واحدة، إلا أن طمس أحد وجهي العملة سيمنع تداولها وبالتالي تفقد قيمتها، وهنا لابد من قرارات مؤلمة من الجميع لتجنب قرارات أكثر إيلاما في المستقبل القريب. التفاوض ممكن حتى بين الأعداء، بل هو لا يكون إلا بين خصوم ومتنازعين، وفي التنافسية العالمية لم تعد المعادلة صفرية، بل نسبا متوازعة بين المتنافسين، فهل يثبت اجتماع الجزائر ما اتفق عليه عالميا، أم سيثبت أن اتفاقهم بحاجة لوفاق روسي أمريكي هو الآخر؟