أول ما يخطر على البال عند سماع هذه الكلمة هي وصف للكميات «المدروسة» أو «المجربة». وفي الغالب هي تلك التي نحتاجها في العلاج.. أو الطبخ المتقن، وخصوصا أن الكميات المستخدمة من بعض النسب والمكونات قد تكون حساسة جدا، ومؤثرة على الجودة والفاعلية. ولكن للأسف أن هناك جوانب داكنة لهذا الموضوع وإليكم بعض الأمثلة: في عام 1914 مع بداية الحرب العالمية الأولى، كانت ألمانيا هي الدولة الرائدة عالميا في علم الكيمياء، وكان أحد نجومها هو البروفيسور «هابر» الذي اكتشف أحد أهم الاكتشافات في تاريخ البشرية؛ وهو استخراج النشادر من الهواء لدعم صناعة السماد الصناعي. وكان نجاحه باهرا فقد أدى ذلك الاكتشاف إلى ثورة هائلة في عالم الزراعة غيرت عالم الغذاء إلى الأفضل إلى هذا اليوم. ولكن هذا العالم العبقري كانت لديه نزعة جنونية شرانية، فقد كان منصبا على تقنيات تحضير الغازات السامة لاستخدامها ضد جنود الحلفاء وقتلهم بالجملة. وأوجد طرقا مختلفة لاستخدام عنصري «البرومين» و«الكلورين» عبر قذائف كبيرة صممت خصيصا لحمل تلك العناصر المميتة ضد خنادق جنود فرنسا، وإنجلترا، وروسيا. وابتكر معادلات علمية عجيبة مدخلاتها مقادير تلك العناصر ومخرجاتها عدد القتلى. واخترع هذا العالم العجيب الذي فاز بجائزة نوبل في الكيمياء بعد نهاية الحرب في عام 1921 أحد الغازات السامة لمكافحة الحشرات أطلق عليها اسم «زيكلون». ومع مرور الزمن وأثناء الحرب العالمية الثانية تم تعديل مقادير هذا الغاز ليصبح الأداة الرئيسة لإبادة ملايين البشر من يهود، وروس، وغجر، وتشيك وغيرهم في أوروبا.... شغل مقادير شرانية.
واليوم توجد ممارسات مشابهة في قسوتها لما ذكر أعلاه على مدار الساعة، فبعد انسحاب قوات الكيان الصهيوني من غزة عام 2005، جلست إسرائيل بالمرصاد لكل كبيرة وصغيرة في تلك المدينة الفلسطينية الشقيقة. وإحدى ممارسات الظلم العجيبة ضد أهالي غزة هي الحصار الذي نسمع عنه، ونجهل تفاصيله الشرانية. تتحكم القوات الإسرائيلية، وبالذات شعبة الاستخبارات العسكرية الشهيرة باسم «آمان»، في دخول وخروج البضائع شاملة الغذاء والدواء والضروريات الأخرى. وابتكرت قوات الاحتلال معادلات تشمل مقادير مدروسة لضمان حد الكفاف لأهالي غزة.. وكل ما يتعدى ذلك يتم إيقافه.. تخيلوا هذه القسوة.. وتخيلوا أننا نتحدث هنا عن أساسيات للحياة بعيدة كل البعد عن تهديد أمن الكيان الصهيوني.. هؤلاء بشر مثلك ومثلي لا علاقة لهم بعمليات عسكرية أو مخططات إرهابية، وأبناؤهم مثل أبنائك وأبنائي تحكم عليهم سلطات الكيان الصهيوني بالجوع، والحرمان، والمرض.. ولست أدري كيف يسكت العالم عن هذه القسوة الموجهة لملايين المدنيين من مختلف الأعمار. ويجرى ذلك على مدار الساعة.. اليوم وكل يوم.
أمنيــة
تعودنا على المعادلات العلمية لخدمة الإنسانية، وتعودنا على أن تكون المقادير الموصوفة للوصول إلى ما يجلب الفائدة أو السعادة للبشر.. فمن الصعب أن نتخيل أن هناك من يضع معادلات وقياسات لمقادير للقتل والأذية، ولكنها موجودة وتمارس على الأراضي الفلسطينية الشقيقة على مدار الساعة. أتمنى أن يتم تطويع العلوم دائما لخدمة البشرية فهذه ضمن الرسالة الإنسانية الجوهرية.. والله الهادي وهو من وراء القصد.
واليوم توجد ممارسات مشابهة في قسوتها لما ذكر أعلاه على مدار الساعة، فبعد انسحاب قوات الكيان الصهيوني من غزة عام 2005، جلست إسرائيل بالمرصاد لكل كبيرة وصغيرة في تلك المدينة الفلسطينية الشقيقة. وإحدى ممارسات الظلم العجيبة ضد أهالي غزة هي الحصار الذي نسمع عنه، ونجهل تفاصيله الشرانية. تتحكم القوات الإسرائيلية، وبالذات شعبة الاستخبارات العسكرية الشهيرة باسم «آمان»، في دخول وخروج البضائع شاملة الغذاء والدواء والضروريات الأخرى. وابتكرت قوات الاحتلال معادلات تشمل مقادير مدروسة لضمان حد الكفاف لأهالي غزة.. وكل ما يتعدى ذلك يتم إيقافه.. تخيلوا هذه القسوة.. وتخيلوا أننا نتحدث هنا عن أساسيات للحياة بعيدة كل البعد عن تهديد أمن الكيان الصهيوني.. هؤلاء بشر مثلك ومثلي لا علاقة لهم بعمليات عسكرية أو مخططات إرهابية، وأبناؤهم مثل أبنائك وأبنائي تحكم عليهم سلطات الكيان الصهيوني بالجوع، والحرمان، والمرض.. ولست أدري كيف يسكت العالم عن هذه القسوة الموجهة لملايين المدنيين من مختلف الأعمار. ويجرى ذلك على مدار الساعة.. اليوم وكل يوم.
أمنيــة
تعودنا على المعادلات العلمية لخدمة الإنسانية، وتعودنا على أن تكون المقادير الموصوفة للوصول إلى ما يجلب الفائدة أو السعادة للبشر.. فمن الصعب أن نتخيل أن هناك من يضع معادلات وقياسات لمقادير للقتل والأذية، ولكنها موجودة وتمارس على الأراضي الفلسطينية الشقيقة على مدار الساعة. أتمنى أن يتم تطويع العلوم دائما لخدمة البشرية فهذه ضمن الرسالة الإنسانية الجوهرية.. والله الهادي وهو من وراء القصد.