-A +A
ابراهيم عقيلي (الدار البيضاء)
الزواج من غير السعودية وفي ظل ظروف غير متكافئة، غالبا ما ينتج عنه ضحايا، شبان وفتيات في عمر الزهور تتقاذفهم أمواج الحياة وتقذف بهم الى «المجهول».
هم يعيشون الغربة بكل مراراتها حيث يجدون انفسهم وحيدين يدفعون خطأ علاقة أو نزوة عابرة.. وكما تعرفنا على نماذج من هؤلاء الضحايا في الحلقات السابقة، نعرض هنا نماذج اخرى لشباب وفتيات ضحايا هذا النوع من العلاقات العابرة..«عمر . ث» شاب حقق المركز الاول على الفروسية في المغرب و «كوثر» تدرس الرياضيات في احدى الجامعات المغربية و «نورة» تدرس الأحياء وقد حصلت على التفوق في الثانوية هؤلاء الذين يمثلون ابناء السعوديين في المغرب يقفون متفرجين على مستقبلهم في ظل ظروف صعبة ولهم من الرغبات الكثير. «فيصل . م. ص» شاب في الرابعة والعشرين وكان زواج ابيه من امه في ظروف مناسبة لذلك مرت الامور بسلام عليه في بادئ الأمر فقد عاش حياة هانئة في صغره وقد اغدق عليه والده وعلى والدته وشقيقته الصغرى الكثير ولم يكن يوما بحاجة لاخوانه من ابيه في المملكة سوى الشعور بالاخوة سارت السنين لتحل الفاجعة بهذه الاسرة بموت الوالدين عندها شعر فيصل بأن الدنيا قد وضعت على عاتقه حملا ثقيلا لم يكن قادرا على تحمله فسارعت خالته لتبنيه لكن شعور فيصل بالمسؤولية لم يقعده في مقعد المتفرج فقد حاول كثيرا لأن يعمل حتى انه ذهب الى اشقائه في المملكة وعمل في احد المطاعم لكن قلة الاجر حرمته من ان يكون مسؤولا عن اسرته. والمشكلة الاخرى كما يقول: ان اخوانه لم يتركوا له شيئا من تركة ابيه الذي كان غنيا وعندما ذهب اليهم وطالبهم بحقه انكروا حقه في التركة؟

يقول فيصل: أنا شاب في الرابعة والعشرين من العمر ليس لي دخل اعيش به مع شقيقتي وخالتي والتي احتضنتنا وعندما قررت ان اعمل كي اساهم في توفير لقمة العيش اصطدمت بواقع مرير فأبناء المغرب لم يجدوا الفرص الوظيفية فكيف لي ان اجد فقررت ترك عائلتي وارحل الى المملكة علي اجد فرصة هناك وفعلا عملت في احد المطاعم الشهيرة ولكن الدخل الذي كنت اتقاضاه لم يكن يكفي لسد احتياجاتي فكيف لي ان اسد احتياجات شقيقتي في المغرب، حزمت حقائبي وعدت من حيث اتيت وقررنا أنا وشقيقتي ان نكمل دراستنا في المغرب علنا نجد حلا اخر بعد تخرجنا من الثانوية..
فيصل كان في حديثه كثير من الامنيات والتطلعات بدأها برغبة في ان يحظى بفرصة ابتعاث هو وشقيقته بعد تخرجهما من الثانوية او حتى بفرصة عمل في المملكة مقابل دخل يؤمن حياته وحياة شقيقته لتصرفه من حياة العبث التي يعيشها كما وصفها هو!
طريق مظلم
ويضيف: طريق ابناء السعوديين في المغرب مظلم ومستقبلهم مجهول خاصة اولئك الذين تخلى عنهم اباؤهم ومن السهل ان يقعوا في الانحراف فلو اردت لكان لي ذلك سواء بالكسب الحرام او غيره من طرق النصب والاحتيال لكن أملي في الله أن أجد مخرجا مناسبا لي خاصة بعد ان التقيت جمعية «اواصر» ووعدتني بأن تحقق لي وظيفة مناسبة لي في المملكة.
كوثر ونورة
«كوثر» و «نورة» فتاتان في مقتبل العمر امهما كانت المرأة الثانية في حياة ابيهما ولم تكن الاخيرة لانه تزوج بامرأة سورية دعته لأن يطلق امهما ويتركهما دون أن يسأل عنهما.. تقول كوثر: نحن نقدر ظروف والدي كونه كبيرا في السن ومتقاعدا ولم يستطع ان يصرف علينا واتمنى ان احقق كل طموحاتي لأن اصرف عليه.
وحقيقة قد حصلنا على منحة دراسية من المملكة لاكمال دراستنا في المغرب بسبب تفوقنا الدراسي فأنا أدرس الرياضيات وشقيقتي نورة تدرس الأحياء علنا نجد فرصة للعمل في المملكة بعد التخرج فقد سئمنا من العيش بعيدا عن الوطن فنحن نتمنى ان نعود لجوار والدنا الذي حرمنا منه طوال هذه السنين.. وتضيف: نحن هنا لسنا من أهل البلد فلازلنا نحمل الجنسية السعودية في الوثائق وفي الوجدان ايضا وكلنا أمل في العودة والاستقرار فوجودنا هنا لا يعطينا حق الاستقرار الاسري كوننا نرفض الزواج من شاب غير سعودي وكيف يتم ذلك ونحن في الخارج؟
سيف ضحية مدمن
اما «سيف. ز» فله معاناة اخرى فوالده الذي تزوج من مغربية قد باع حياته للادمان تاركا وراء ظهره زوجة مغربية وطفلا سعوديا لم يعش في المغرب على انه مغربي ولا تقبله الظروف ان يعيش معه في السعودية. فقررت والدته ان تضغط على نفسها الى ان يكمل ابنها دراسته فقد يعوضها عن سنوات البؤس الماضية.
الغريب في الأمر ان «سيف» لا يدرس في المدارس السعودية ولا في المدارس المغربية لأمر بسيط فسوق العمل في المغرب كما تقول والدته يحتاج لتخصصات ودراسة معينة لا تتوفر مجالاتها في المدارس السعودية.
والمدارس المغربية تعامل «سيف» على انه مقيم وليس مغربيا لذلك قررت ان تدخله مدرسة عراقية ولكن المشكلة التي تعانيها والدته انه يصعب عليها الانتظام في دفع الرسوم الدراسية رغم انها اقل بكثير من غيرها!.