-A +A
سيد عبدالعال (القاهرة)
الى اين ستقود المواجهات المتتالية بين حماس وفتح بعدما تجاوزت الاشتباكات بين حماس وفتح كل الخطوط الحمراء حيث كان الجميع يعتبر الدم الفلسطيني خطا احمر لا يمكن تجاوزه.
حول ما يجري في الاراضي الفلسطينية والدور المصري قال السفير محمد بسيوني السفير المصري السابق لدى اسرائيل لـ«عكاظ» ان مصر تبذل قصارى جهدها لوقف الانفلات الامني في قطاع غزة لأن الانفلات الامني يؤثر سلبا على قضية الشعب الفلسطيني ويضعف من التعاطف الدولي مع القضية الفلسطينية ويعطي الفرصة لاسرائيل لمزيد من المراوغة واضاف: لا يمكن ان تستأنف عملية السلام في ظل الاقتتال الداخلي كما ان الانفلات الامني لن يقود الى اي حلول مشيرا الى ان حماس وفتح شركاء في الحكومة وهناك برنامج واضح تم الاتفاق عليه وانه يجب الاحتكام للحوار والنقاش بدلا من البندقية والسلاح في حل اي خلافات تظهر على الساحة الفلسطينية بين طرفي النزاع. من جانبه استبعد السفير حسين عبدالقادر مندوب فلسطين لدى الجامعة العربية ان تتحول حالات الانفلات الامني في قطاع غزة الى حرب اهلية وقال ان الشعب الفلسطيني يدرك بحاسته السياسية ان الانفلات الامني يؤثر على قضيته وبالتالي فإنه سوف يتجاوز هذه المحنة كما تم تجاوزها من قبل مشيرا الى ان اسرائيل تراهن على ذلك منذ خروجها من قطاع غزة، وان شارون كان يأمل وقتها في وقوع حرب اهلية فلسطينية في غزة بعد الانسحاب مؤكدا ان الشعب الفلسطيني قادر على تجاوز هذه المحنة بمساعدة الاشقاء العرب وجهود الوفد الامني المصري الذي يبذل جهودا كبيرة لوقف الانفلات الامني المتكرر.اما السفير محمود عبدالهادي عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية فقال: لـ«عكاظ» ان الانفلات الامني في قطاع غزة لا مبرر له لان باقي الاراضي في الضفة والقدس ما زالت محتلة ولا يوجد كعكة في غزة للصراع عليها لكنه اعتبر ان هذه الاشتباكات تحقق هدف اسرائيل في تغذية الخلاف وصولا الى الحرب الاهلية التي تتمناها لكنه استبعد هذا السيناريو بين حماس وفتح معتبرا الاشتباكات رسائل متبادلة بين الحركتين عندما يريد احدهما الضغط على الآخر. واعتبر ان استقالة هاني القواسمي وزير الداخلية الفلسطيني وشعور اجهزة الامن الفلسطينية بعدم وجود دعم مالي ولوجستي منذ فترة ادى الى تضارب القرارات بين الاجهزة الادارية الامنية وهذا ادى الى انفلات امني غير مسبوق بعد تشكيل اول حكومة وحدة وطنية فلسطينية لكن الشكوك المتبادلة بين حماس وفتح والاتهامات المتبادلة ادت الى نوع من الاحتقان السياسي بينهما وأدى الى هذا الانفلات.

ورأى انه للخروج من هذا المأزق على الفلسطينيين ان يحترموا الجهود التي يبذلها الوفد الامني المصري وحل الخلافات بالحوار والدبلوماسية وضرورة انهاء الملفات العالقة سواء ما يتعلق بمنظمة التحرير وتطويرها بحيث تضم الجميع وتشعر حماس ان لها وجودا داخل المنظمة ثم ضرورة الاتفاق على الملف الآخر الخاص بالشراكة السياسية واستبعد ان يكون هناك قوى خارجية تدعم الانفلات الامني مؤكدا ان اسرائيل وحدها هي صاحبة المصلحة في هذه الاشتباكات لكن اعتبر ان الظروف الداخلية الصعبة للشعب الفلسطيني تدفع الى هذه الاحتكاكات الامنية وان استمرار فرض الحصار وبناء الجدار والمستوطنات وعدم ظهور أفق سياسي ينهي المآسي الانسانية للشعب الفلسطيني يؤدي الى الانفلات الامني.