كانت ولا تزال الإجازة الصيفية لدينا من الأجازات الأطول على مستوى دول العالم.. وفي كل إجازة تتكرر الأخطاء، وتتضاعف السلبيات، بحجج كثيرة، أبرزها ارتفاع درجة الحرارة في بعض المناطق! حيث جُعل من هذه الحجة معوقاً حقيقياً، رغم أن دبي «مثلا» جعلت من هذا المعوق (إذا افترض ذلك) محفزا لقيام سياحة صيفية في عزّ الصيف. لا يُلام أحد حين يفكر في كيفية استثمار (82 يوما) إجازة طلابية، بالفعل يجهد عقله.. لا سيما أننا لا نكاد نخرج من إجازة إلا وندخل في أخرى!! وليس هناك من حل مريح لهذه الأيام الطويلة سوى تقطيعها بالأسفار.. فكل ما يحتاجه المرء مقدرة مالية وبعض الأوراق الثبوتية عند الرغبة في السفر للخارج. والسياحة الخارجية لدينا متاحة بشكلٍ كبير وخياراتها كثيرة مما يسهل الإقدام عليها.. في ظل انعدام التخطيط المسبق للإجازة من قبل المستفيد منها، وغياب برامج السياحة الداخلية من قبل مقدمها والتسويق لها بشكل مشوق ومكثف. والسفر للخارج حق متاح لكل احد يمارسه متى أراد، شريطة أن لا يكون الدافع له المباهاة فقط، فكثيرا ما يكون السفر إلى بلدان لا تملك نصف أو ربع ما تملكه المملكة من خدمات أو مناخات أو أفضليات عدة، وهذا هو الخيط الرفيع الذي يبرز القضية، ويفصل بين سياحتنا وسياحنا. فبعض المسافرين للخارج لا يشعر بالمتعة كالتي يشعر بها عندما يحصل على نفس الخدمة داخل بلده وبسعرٍ أقل، ففي بلدان كثيرة نجدها من أعلى درجات الحرارة ارتفاعا، وأشدها رطوبة، وأكثرها ازدحاماً، وأعلاها تلوثاً، وأقلها خدمات، وأغلاها أسعاراً، ومع ذلك تجد اناساً كثيرين في غاية السعادة. المملكة اليوم أصبحت بلداً سياحياً من طراز فريد.. من حيث الغرض السياحي والتنوع المناخي وجودة الخدمات، ومامن شخص في الشرق كان أو في الغرب إلا ويتمنى أن يسيح خارجيا داخل المملكة، أما السائح السعودي فيحتاج إلى مزيد من الإقناع بما هو متوافر لدينا لإرضائه وتحقيق رغباته.
DR.JOBAIR@GMAIL.COM
DR.JOBAIR@GMAIL.COM