-A +A
محمد داوود (جدة)
أثارت اسرة هندية جدلا كبيرا في الاوساط الطبية العالمية بعدما تحدث الاطباء في علاج الحالات المصابة بمرض الربو وذلك من خلال اعطاء المرضى سمكة ساردين حية بطول بوصة واحدة بعد خلطها بمعجون خاص. وهذه الأسرة التي تصر على عدم كشف الوصفة الطبية التي ورثتها قبل 162 عاما وتستمر عليها في يونيو من كل عام تؤكد ان علاجها ساهم في انهاء مشكلة عدد من المرضى الذين يفدون الى الأسرة من كل انحاء الهند بل امتدت شهرتهم الى الدول المجاورة. وطلب الاطباء في الهند ودول العالم من هذه الأسرة الكف عن تقديم هذا النوع من العلاج أو كشف السر لاجراء الدراسات الطبية والعلمية عن ذلك حيث تطلب الأسرة من مريض الربو ابتلاع السمكة الحية وتبدأ بعد ذلك عملية الحمية الصارمة التي تستمر (45) يوما وتشمل الحمية 25 نوعا من الأطعمة المختلفة مثل اللحوم والارز والسكر والمانجو الجافة والسبانخ والزبدة.
«عكاظ» طرحت هذه القضية على طاولة الأطباء المتخصصين في علاج الربو، حيث قال الدكتور خالد القاسم استشاري الامراض الصدرية والربو: هناك علامات استفهام عديدة حول هذا الموضوع حيث ان مرض الربو متقلب بمعنى ان المناخ في شهر يونيو قد لا يثير أية ازمات صدرية عند المصابين بالربو في الهند وبالتالي فان توجههم لاخذ العلاج من هذه الأسرة وتناول الساردين الحي يمنحهم استقرارا نفسيا وارتياحا في الصدر وبالتالي يشعرون ان الساردين منحهم ارتياحا في علاج مرضهم، وما ان يلبثوا شهورا حتى ينقلب المناخ وتبدأ الازمات الصدرية لديهم فخلاصة القول ارى ان هذا العلاج الوهمي هو «زوبعة في فنجان» لأن الدواء الكيميائي هو العلاج الحقيقي لمرضى الربو.

اما الدكتور مروان علي استشاري علاج الربو فقال: لم يثبت ان هناك أية مواد في سمك الساردين تساعد على توسيع الشعب الهوائية في الصدر وبالتالي فانه لا علاقة بين الاسماك والربو خصوصا اذا ادركنا ان الربو مرض يصيب الشعب في القصبة الهوائية وهي الممرات التي تقوم بنقل الهواء من والى الرئة، موضحا ان هناك نوعين من علاجات الربو، الاول موسع للشعب الهوائية والتي تقوم بتيسير الطريق امام الهواء للدخول الى الرئة بسهولة وتحسين عملية التنفس، والنوع الثاني ويعمل على الحد من تضخم الممرات الهوائية لتكون أقل حساسية تجاه عوامل اثارة الازمة، ويجب معرفة انه لا يوجد علاج نهائي للربو، وعلاجه هو التحكم في عدم ظهور ازمات الربو.