-A +A
عكاظ (جدة)
انفرد الشاعران عبدالواحد بن سعود الزهراني ومحمد بن حوقان المالكي بالمركز الاول في ساحة العرضة الجنوبية وفقاً لبحث جاد على شكل استبيان اعطي ما يستحقه من عناية من حيث التسجيل والدراسة والتحليل واستخلاص النتائج. وقد أشرف على هذه الدراسة احد الاكاديميين في اطار دراسة قام بها لتوثيق الموروث الجنوبي.
اشتمل الاستبيان على عدد من الاسئلة النظرية التي صيغت في 13 سؤالاً شمل توزيعها نحو 500 شخص، خلصت النتائج الى الاجماع على ان الزهراني وابن حوقان الأعلى حضوراً بين اقرانهم والاكثر طلباً عند اصحاب الحفلات وبينت نتائج الاستبانة انهما الاجدر على تجديد اللفظ دون الإخلال في المعنى، وذلك عندما تساويا في الحصول على ما نسبته 84% من مجموع الاصوات المشاركة وجاء الشاعر ابراهيم الشيخي في المركز الثاني برصيد 62% وبفارق كبير بينه وبين اصحاب المركز الرابع الذي تنافس في الوصول اليه اكثر من 11 شاعر لم تتجاوز نسبة احدهم 5% من بين مجموع 143 شاعر، وردت اسماؤهم في الاستبانة.

واعتبر المشاركون في الاستفتاء تداخل الموروث الجنوبي مع الموروثات الشعبية الاخرى مطلبا ضروريا ويرون أن التداخل يشكل دعامة مضيئة تفتح الباب على مصراعيه لمعرفة خبايا المسكوت عنه في هذا الموروث نفسه خاصة اذا جاءت على المستوى اللفظي والدلالي لكونهما يحفزان على التواصل مع الموروث بأي شكل كان، مبدين ملاحظة ان اغلب شعراء العرضة الجنوبية الحاليين ما زالوا يقدمون الموروث الجنوبي بنمطية تكرارية، حتى ان المستمع العادي اصبح يسبق الشاعر في الرد نظراً لتكرار هؤلاء الشعراء لكلمات محفوظة مسبقاً ولم يبد المشاركين تخوفهم من طمس او ذوبان هوية الموروث الجنوبي، ملمحين الى ان الشعر الجنوبي يصنف من التعابير الشعرية الحية وقادر على حماية نفسه ولا يحتاج الى تلميع او مداراة من الاندثار، ضاربين مثالاً بالشاعر ابراهيم الشيخي الذي اقتحم ساحة (القلطة) وحقق خلالها مجداً شعرياً يشار اليه بالبنان وقالوا ان المشكلة تكمن في ان اغلب شعراء العرضة الجنوبية الذين يعتقدون ان الشعر الجنوبي عبارة عن صياغة لفظية جاهزة يتم تقديمها بشكل مكرر ومستهلك ووصف البعض كثير من الشعراء (بشعراء المواسم) حيث لا يتم توجيهه الدعوة الى هؤلاء إلا في موسم الصيف وفي حالة انشغال الشعراء الكبار فيما يرى آخرون ان هناك شعراء انهوا مسيرتهم الشعرية نتيجة الحضور بدون دعوة مما أعطى المتلقي انطباعات اولية عن تواضع شاعريتهم، وأبدى الأغلبية من المشاركين في الاستفتاء استغرابهم الشديد من تنصيب البعض نفسه كوصي على الموروث، مشيرين الى ان أي موروث هو ملك نفسه في المقام الاول وبالتالي هو ملك الجميع، مطالبين بالتفريق بين التنظير في موروث العرضة الجنوبية كأداء حركي من جهة وفنه الشعري من جهة اخرى، واشاروا الى ان أي تغيير لن يطال الأداء الحركي نظراً لامتلاكه خصوصية ينفرد بها عن باقي الموروثات الاخرى، فيما تبقى الحالة الشعرية خاصة بالشاعر وهي تحسب له وعليه.