-A +A
عدنان الشبراوي (جدة)
في عالم النصابين يقف السحر حاضراً مثل نصل السكين، يوهمون به الضحايا بأن دماء الدجاج والزئبق الأحمر وغيرها من الخزعبلات يمكن ان تضاعف الأموال وتجعل الانسان بين ليلة وضحاها مليونيراً.
والسؤال الذي يطلق نفسه بعيداً عن دنيا السحرة والدجالين يتمثل في أسباب استسلام السذج لأوهام مضاعفة الأوهام التي يروّج لها السحرة.وأجمع عدد من الضحايا ان الطمع أعمى أعينهم ما جعلهم يستسلمون للسحرة وبعد ان افاقوا اكتشفوا مدى سذاجتهم، لأن دماء الدجاج والزئبق الأحمر لاتصنع الملايين.من أغرب القضايا التي يتندر بها المجتمع حكاية سيدة اعمال تحمل درجة الدكتوراه خدعها ساحر بمضاعفة مبلغ (150) الف ريال بواسطة الزئبق الأحمر وفي النهاية تسلمت حقيبة مليئة بالحجارة وندمت على تصديقها السحرة.

وثمة قصة اخرى لسيدة اوهمها عدد من الدجالين بقدرتهم على مضاعفة أموالها بالزئبق الأحمر وطلبوا منها شراء هذه المادة الوهمية ولم تتردد السيدة المخدوعة في دفع مبلغ 100 الف ريال لعصابة النصب وفي النهاية ناحت على سذاجتها بعدما فقدت ما دفعته.
وفي عالم الرجال هناك قصص وحكايات عن دجالين خدعوا بعضا من رجال الاعمال بمضاعفة اموالهم بواسطة دماء الدجاج والزئبق الأحمر. ومن هذه القصص حكاية رجل اعمال تلقى اتصالاً من سيدة أوهمته ان لها طريقة لفك اعمال السحر وجعل تجارته رائجة وصدق الرجل تلك الأوهام ومُني بخسارة كبيرة.
وثمة قصة اخرى لنصابة طلبت من رجل اعمال ان يحضر حقيبة مليئة بالمال من اجل مضاعفته وبشرط ان يأتي معه بريشة من دجاجة حية وشعرة من رأسه وحينما حضر الرجل الحالم بمضاعفة امواله اخذت الساحرة منه الحقيبة وبدأت تتمتم بكلمات مبهمة لمدة ست ساعات وطلبت من رجل الاعمال مراجعتها بعد 24 ساعة لأخذ الحقيبة وعندما رجع لاستلام حقيبته لم يجد الساحرة المحتالة.
وفيما يتعلق بمادة الزئبق الاحمر التي يخدع بها السحرة الضحايا.
تشير الأدلة والمعامل الجنائية انه ثبت للمعامل الجنائية ومن خلال كافة التحاليل التي اجريت على المواد المضبوطة مع عصابات السحرة والنصابين انه لا يوجد شيء اسمه الزئبق الاحمر وان هذه المادة ضرب من الخيال والدجل.
ومضت حيثيات الادلة الجنائية مشيرة الى ان كل المواد التي يوهم السحرة بها ضحاياهم هي عبارة عن تراب مع ديتول وعصير «الفيمتو».
وفيماي يتعلق بأساليب السحرة وخداعهم للضحايا قال العميد خضر الزهراني مدير وحدة البحث والتحري بالأمن العام. ان هناك عدة طرق يوهم بها السحرة الضحايا منها ورنيش الأحذية وفي هذه الطريقة يوهم السحرة المجني عليه ان لديهم مبالغ كبيرة من الدولارات غير المكتملة والتي بحاجة الى مادة كيميائية لغسلها حتى تتحول الى دولارات حقيقية حسب زعمهم. كما ان السحرة قد يقنعون الضحايا ان لديهم القدرة في القراءة على بعض المبالغ المالية لمضاعفتها وهذا يدخل في نطاق السحرة والشعوذة وكلها خرافات يروج لها السحرة والمشعوذون من اجل سلب الضحايا والسذج اموالهم.
وعن جنسيات السحرة والدجالين قال: اكثر الجناة من الجنسيات السنغالية والنيجيرية والكينية اما الضحايا فإنه يتم اختيارهم بعناية فائقة بعد دراسة حالتهم المادية والثقافية والنفسية ومدى قدرتهم على التأثير فيهم . واضاف: ان السحرة غالباً ما يدخلون الى عالم الضحية اولاً عن طريق الإدعاء بقدرتهم في علاج بعض الامراض العضوية وان لديهم ادوية تشفي تلك الامراض وبعد كسب ثقة الضحية يتم استدراجه بواسطة وسطاء لهؤلاء الدجالين.