-A +A
سعد العنزي (الشملي)
استوطنها بنوهلال قبل مئات السنين ثم ارتحلوا عنها وحلت بعدهم فيها قبيلة عنزه، ومع مرور الوقت وتطور النهضة الصناعية والزراعية في المملكة حظى اهلوها بنصيب وافر من المزارع في القرى التي تقع في الاراضي المنبسطة الامر الذي دفعهم للابتعاد عنها وهجرها بحثاً عما هو افضل.
انها قرية “ثليثوه” التاريخية التي اصبحت مقابرها التي يبلغ عمرها اكثر من 300 سنة نهباً للسيارات وممرات للدواب وجحورا للجرذان والفئران.

“عكاظ” قصدت المكان الذي يقع جنوب قرية ساحوت ورصدت قبوراً تساوت والارض بفعل القدم وقبورا ما زال بعضها صامدا امام عوامل التعرية الصحراوية واخرى نبشتها الفئران والجرذان وتحول الى جحور فيما غيرها صارت ممراً للسيارات.. اكثر من خمسين قبراً في مكان واحد اغلبها واضحة المعالم والتقينا ببعض كبار السن ممن عاشوا في تلك المنطقة.
ابوروس يقتل 30 رجلا في سنة
اكد شاطل بن عايد بان قليب “ثليثوه” كان عد ضخم من عدود عشيرة “المريحم” وكانت تقطنه “مئات البدو” سنوياً سواء كانوا من المريحم او باقي قبيلة عنزة الاخرى للارتواء من الماء العذب الوفير في وقت كانت لا توجد به الا تلك القليب وتوفي في احد السنوات من اهلها اكثر من ثلاثين رجلا بسبب مرض “ابوروس” وكلهم تم دفنهم في هذه المقبرة.
عمرها بين 200- 300
ويلتقط الحديث قرطان البندر فيقول ان هذه المقبرة الوحيدة التي كان يدفن فيها اهالي ثليثوه امواتهم وهم بالمئات ولا نستطيع حصرهم الا انه حسب معرفتنا بحسب ما نقله لنا آباؤنا فان عمر المقبرة يتراوح ما بين 200-300 عام او يزيد وكل من يموت بجوارها حتى لو كان من غير اهلها يتم دفنه فيها مشيراً الى ان المقبرة لم تحظ بأي اهتمام من أي جهة كانت حتى العقوم الترابية لم توضع عليها أسوة بمقابر مماثلة على اقل تقدير ريثما يتم التسوير.
الدور المفقود
عبدالله الفهد ومعتق الجعفري وسعيد السامح طالبوا بسرعة تسوير المقبرة حرصاً على حماية امواتهم التي اصبحت ممراً لكل من هب ودب محملين المسؤولية المجلس البلدي ومعرفين عشيرة المريحم ومتسائلين في الوقت ذاته عن الدور المفقود في حمايتها وعن سبب الاهمال الذي بسببه اصبحت جحوراً وممراً للدواب والمركبات.
الاموات حرمتهم كحرمة الاحياء
من جانبه قال الشيخ يحيى السالم امام وخطيب جامع اسبطر ومأذون عقود الانكحة بان المقابر بيوت المسلمين ولها حرمة الميت كحرمة الحي وميزة كبرى ولذا امر الشرع بالاهتمام بها لان لهم حق التكريم وحرمة الميت كحرمة الحي فلهم حق السلام والدعاء بالرحمة والمغفرة ولكن مما يؤسف له ويحزه له القلب بل ما يعد جرماً كبيراً ان المقابر توطأ بالاقدام ولا يعرف الناس حرمتها لجهلهم ولا شك ان مقبرة “ثليثوه” حالها يندى له الجبين فهي لم تسور ولا توجد علامات تدل على حرمتها.
المركز ينتقد والبلدية تنفي
عايض العنزي مساعد رئيس مركز امارة ساحوت انتقد تجاهل بلدية الشملي والمجلس البلدي للمقبرة وطالب المجلس القيام بجولة على جميع “عدود البادية” القديمة التي كانت يوماً من الايام تقطنها القبائل سواء كانت ثليثوه او عدودا اخرى مماثلة وحصر جميع المقابر التي تقع عليها تمهيداً لتسويرها وعلى الصعيد ذاته نفى رئيس بلدية الشملي/ وصيل بن رجيان الروقي تجاهل البلدية لأي مكان توجد فيه مقبرة تابع للبلدية لكنه عزا عدم تسوير مقبرة “ثليثوه” الى عدم توفر ميزانية في الوقت الراهن مشيراً الى انها مدرجة ضمن مشاريع المقابر المرفوعة للوزارة ومتى ما توفرت الميزانية فسنقوم بتسويرها.